الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أساعد زوجي للتخلص من نفسيته الظنانية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي يعاني من مرض نفسي منذ أربع سنوات, بدأ بوسواس في دينه, ويشعر أنه سيخرج من دائرة الإسلام لأتفه الأسباب, مع العلم أنه كان في بداية التزامه, ثم أصبح شكاكا في كل من حوله, فيشك بأن أمه قد وضعت له شيئا في الأكل, فلا يأكله, ويشك بأن أخيه يريد له السوء فأصبح عدوانيا على الجميع.

ذهب للمستشفى النفسي مكبلا مما زاد في عدوانيته على أهله, وتم تنويمه وخرج وقد صرفوا له دواء الديباكين, استمر عليه لمدة عام ثم بدأت حالته تعود كما كانت, ورجع للمستشفى، وصرفوا له إضافة للديباكين دواء الزبريكسا 5 ملم, استخدمه لمدة عام أو أكثر تقريبا, عادت له الحالة فيها مرتين تقريبا, ولكن أصبح لا يستطيع ترك النوم أبداً, ولم نلحظ عليه أي تحسن, ولكن النوم كان أغلب وقته.

ترك الزبريكسا لأنه بدأ يعيق عمله ويومه, وبعد تركه صرفوا له السيبرالكس 10ملم, يستخدم حبة ونصفا, ودواء السوليان 10 ملم, استمر على حالة جيده نوعا ما, ولكن بعدها أصبح يعاني من وسواس داخلي, فمثلا يسمع قول الله تعالى ( الذين آمنوا....) فيوسوس أنه ليس من الذين آمنوا, وإذا سمع (( الذين كفروا....) يوسوس أنه من الكفار.

ولكن أصبحت حالته لا تستمر لمدة يومين, فهي تأتي وتذهب سريعا, والآن أصبح يعاني منذ أكثر من أسبوعين من مشكلة لم تنقطع وهي التفكير السيئ الذي سيطر عليه كليا, فأصبح تارة يقول إنه يعادي الجن ويحاربهم, وتارة يشك بأن أحد إخوانه ساحر ويتعامل بالسحر, وتارة يشك بأحد أصدقائه بأنه ساحر, وأنه سحره, وأن الجميع يريد إيذاءه.

مع العلم أنه إذا ناقشته في أفكاره يستغفر الله, ويعلم أنه مخطئ تماما فيها, ولكن يزيد ذلك من مرضه لأنه لا يستطيع حدها, والآن أصبحت فكرة الانتحار مسيطرة عليه تماما, فلم يعد يستطع التفكير في غيرها أو ترك التفكير فيها, مع الخوف الذي بداخله من عواقب هذا التفكير.

وفي كل يوم له فكرة جديدة أسوء من التي سبقت, ورفض تماما أن يذهب للمستشفى.

أتمنى إعطائي الحل والعلاج اللازم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Moh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
نسأل الله تعالى لزوجك الكريم العافية والشفاء, ونشكرك على حرصك على متابعة علاجه، لاشك أنك تعتبرين الشخص الداعم الرئيسي له، هذا الأخ -عافاه الله- يحتاج إلى عديد في الأدوية, فجرعة السبرالكس ربما لا تكون كافية, وكذلك جرعة السليان، والسليان لا يتم تناوله بجرعة (10غ), إنما هذا الأخ يحتاج (50 غ ) ثلاث مرات في اليوم, والتي يمكن أن ترفع إلى (100غ) صباحا ومساء, أما السبرالكس فيجب أن يرفع إلى جرعة (20غ) هذا من ناحية, وهذا هو الأهم أن هذا الأخ لا يتناول جرعة كافية من الأدوية.

الأمر الثاني: إذا كان التزامه بالأدوية ليس جيدا فهنالك نوع من الإبر التي تعطى كل أسبوعين, وهنالك نوع من الإبر تعطى مرة كل شهر، هذا أيضا قد يكون حلا تاما لوساوسه الظنانية، إذن مجال علاجه موجود, وتعديل الأدوية أعتقد أنه سيكون هو الحل بالنسبة له, ولابد أن يتحدث معه أحد الأشخاص الذين يمكن أن ينصت إليهم, وذلك من أجل إقناعه بالذهاب إلى الطبيب -خاصة أن فكرة الانتحار لا يمكن التساهل معها أبداً-.

أنا لا أريد أن أسبب لك أي إزعاج أو أجعلك تعيشين في رعب وخوف, لكن مادام هذا الأخ تراوده هذه الأفكار فلابد أن يذهب ويقابل الطبيب النفسي, وأنا متأكد تماماً أنه توجد وسائل علاجية كثيرة جدا, منها تعديل الأدوية وهو أحد هذه الوسائل، التلاطف معه ومحاولة تغير أفكاره معرفياً، ومساندته هذا أيضا فيه خير كثير جدا بالنسبة له.

حالته يمكن علاجها, لكن من وجهة نظري المتواضعة أن الأدوية التي يتناولها جرعته صغيرة, وهذه غالباً لا تكون فعالة, ومن ناحيتك كما ذكرت لك مساندتك له مهم جدا, ويجب إشعاره أنه ليس بمعاق, وفي ذات الوقت النقاش حول أفكاره الظنانية ربما يثبته؛ ولذا من الأفضل أن يتم تجنب مناقشته حول أفكاره، وكثير من الأسر وبحسن قصد ونية يقولون للشخص المريض من هذا النوع من الأمراض أنت متوهم, وهذا أمر غير مقبول بالطبع للمريض, ونجد أنه يسبب المزيد من الأفكار الشكوكية الظنانية.

الذي يحدث هو أن لا يناقش حول هذه الأفكار, وإذا أصر عليها يقال له نرجو أن لا تزعج نفسك, ونعتقد أنك قلق بعض الشيء لذا تأتيك هذه الأفكار, فأرجو أن تحاول أن تتجاهلها, وعليك تناول علاجك, هذا هو الذي أراه .

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً