الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي لديه تخلف عقلي بعد سقوطه على رأسه، فهل له علاج؟

السؤال

أخي يبلغ من العمر (24) عاماً، في حالة يرثى لها، كان منذ طفولته سليماً طلقاً ذكياً، سريع الحفظ، يحب أن يكوّن علاقته بالكبار، ولكن في صغره كان يلعب وسقط على راسه، وبدأت تتدهور حالته، ذهبنا به إلى طبيب نفسي -يبدو أنه فاشل- لأنه أعطاه حبوباً لها أعراض جانبية، فوصف أبي له ذلك، والطبيب لا يهمه هذا الأمر، وحتى الرقاة والدجالون، تدهورت حالته كلياً، أصبح يثرثر مع نفسه، ويحدثنا بكلمات غير مفهومة، يعني بالعامي (خرابيط) لا يعتمد على نفسه في النظافة إذا دخل الحمام، وأحياناً يقوم بالصراخ ولا نتركه يخرج للآخرين، ونخفيه عن الناس بسبب سوء حالته، فما اسم هذا المرض؟ وما علاجه؟ وهل تنصح بالعلاج الكهربائي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بداية نسأل الله لأخيك العافية والشفاء، وأنا حقيقة أتعاطف معك ومع أخيك ومع أسرتك، وأقدر درجة الألم النفسي الذي يحدث للأسر حين يكون عزيزًا لديهم مصاباً بمثل هذه الاضطرابات السلوكية الشديدة.

بالطبع أنا لستُ في موقع أستطيع أن أعطي صورة كاملة عن وضعه، لكن ما سوف أقوله قد يكون نافعًا، هذا الابن –حفظه الله– بعد أن حدثت له الإصابة الدماغية كان من المفترض أن يُعرض على طبيب أعصاب، أو طبيب مختص في جراحة المخ والأعصاب لتتم له الفحوصات الضرورية، ومن أهم الإجراءات صورة مقطعية للرأس، أو صورة الرنين المغناطيسي، وهذا لم يحدث.

الآن وحسب ما ورد في الوصف أن حالته تدهورت من الناحية السلوكية، من حيث التصرفات، إهماله لنظافته الشخصية، عدم القدرة على التواصل الاجتماعي الصحيح، ويظهر أنه غير مرتبط بالواقع، وأنه يفتقد البصيرة، وأن حكمه على الأمور ليس صحيحًا... هذه مكونات أساسية للاضطرابات الذهانية، والطبيب الذي وصف هذا الابن بأنه يعاني من مرض الفصام ربما يكون مُحقًّا، والأطباء لا يتسرعون في وصف مرض الفصام؛ لأنه مرض رئيسي، له تبعاته وله أعباؤه على المريض وعلى أسرته، لذا معظم الأطباء المختصين يحاولون أن يجدوا المعايير التشخيصية الصحيحة.

أنا من وجهة نظري: ما دام الطبيب قد ذكر لكم أن هذا الابن يعاني من هذه العلة يجب أن يُقبل هذا الأمر، وهذا لا يعني أبدًا أن يُفقد الأمل، لا... حتى الفصام الآن يمكن علاجه بصورة جيدة جدًّا، نعم درجة النجاح والتحسن تتفاوت من إنسان إلى آخر، لكن كل المرضى يمكن الآن أن يستفيدوا من العلاجات الحديثة بدرجة أو أخرى، فأرجو أن تتواصلوا مع طبيب مختص في الأمراض النفسية، له سمعته ويكون مصدر ثقة، -والحمد لله تعالى- هم كثر في المملكة العربية السعودية.

هنالك أدوية معروفة تعالج هذا النوع من الفصام، فهنالك ما يسمى بأدوية الخط الأول، وهنالك أدوية الخط الثاني، وهنالك أدوية الخط الثالث، ومنها دواء معروف جدًّا باسم (كلوزابين) هذا الدواء يعطى في حالات الفصام الشديد، خاصة الذي يُصيب صغار السن، وهذا يسمى بـ (الفصام الهيبيفريني) الدواء الذي ذكرته بالطبع يجب أن يُعطى تحت إشراف طبي كامل، وهنالك ضوابط معروفة وبروتوكولات، لابد أن يكون الالتزام بها حين يُعطى دواء من هذا القبيل.

هذا مجرد معلومات وددت أن أوضحها لك، وذلك لندرك حجم الأمل الكبير الموجود لمساعدة أخيك وأمثاله، فأرجو أن تتقدموا نحو العلاج، ولا تنسوا أخيكم هذا من الدعاء، فالشفاء من عند الله تعالى، وأنتم يجب أن تبحثوا عن الأسباب.

أما بالنسبة للعلاج الكهربائي: فلا أعتقد أنه سيكون مفيدًا في مثل حالته، وإن كان هنالك اختلاف في الرؤى والمدارس الطبية النفسية، وأرجو أن تعذريني - أيتها الفاضلة الكريمة – كنتُ أتمنى أن أُدْلي بالمزيد، لكن قطعًا لم أفحص هذا الابن، وكما ذكرت لك فالمملكة العربية السعودية بها أفذاذ من الأطباء النفسانيين، أرجو أن تتواصلوا معهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً