الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهية شديدة لوالدي فقط عندما يأكل، ما هذا سحر أم مرض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من وسواس قهري، وأخذت الأدوية، وأشعر بتحسن كبير، وذهبت الوساوس والاكتئاب، ولكن بقي شيء واحد يسبب لي أزمة بطريقة لا تتخيل، وهو أن عندي كراهية شديدة لوالدي فقط عندما يأكل، ويمضغ الأكل لدرجة تصل أن أتمنى أن يموت، ولا أسمعه يأكل، أريد أن أعرف ما هو المرض هذا، وهل ممكن يكون سحر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله تعالى على شفائك من الوسواس، وهذا الشعور الذي ينتابك بالفعل هو شعور غريب، وإن وضعناه في الإطار الوسواسي ربما نجد له بعض التفسيرات لكنها تفسيرات ضعيفة، وإذا قلنا أن السحر قد يكون لعب في ذلك دورًا، فأنا لا أعتقد ذلك.

الذي أراه أن هذه فكرة راسخة لديك، وبعض الأحيان يقبل الإنسان بعض الأفكار والمفاهيم الخاطئة دون أن يناقشها مع نفسه، ودون أن يحللها ودون أن يعرف تبعاتها السلبية.

الذي أراه هو ألا تقيّمي والدك فقط بمضغه للطعام. والدك هو والدك، والدك هو الذي يجب أن يُعطى أعلى درجات البر من جانبك، ويجب أن يكون هنالك تفان في ذلك. مجرد أن تأتيك هواجس بكراهيته هذا شعور بغيض يجب أن يُطرد ويجب أن يُقهر، وحتى تساعدي نفسك قومي بإعداد الطعام لوالدك، وهيّئي له أحسن الأطعمة، وانظري إليه وهو يتمتع بالطعام، وفي داخلك اسألي الله تعالى أن ينفعه به، وأن يحفظه وأن يعافيه وأن يشفيه وأن يجعله يتمتع بصحة عالية. هنا تكوني قد حوّلت فكر سلبي ووسواسي إلى فكر إيجابي، بالرغم من أن الفعل والحدث هو نفسه هو مضغ والدك للطعام.

هذا هو الذي أنصحك به، أن تعرضي نفسك لهذه الكراهية بصورة مختلفة حتى تحوّليها إلى بر ومودة ومحبة، ووالدك يستحق ذلك.

أنا أعتقد أن استمرارك أيضًا على الأدوية المضادة للوساوس لفترة ثلاثة أشهر أخرى سيكون أمرًا مفيدًا.

أما بالنسبة للسحر: فحصّني نفسك، عليك بالدعاء والذكر والصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، وأحسني الظن بالله، ولا شك أنه خير حافظ، وإن كان هنالك سحر، فإن الله سيبطله، ويمكن أن تستعملي الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً