الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني القلق بسبب القولون، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، والذي بفضل الله أولاً ثم بالرد على استشارتي السابقة والتي أفادتني 70 % ، و- الحمد لله - الآن أفضل بكثير مما كنت أعانيه من حالة نفسية مخيفة جداً، وتوقعت أن تصل إلى حد الجنون بسبب حالة الهلع، لكن - الحمد لله - حالتي الآن أفضل، وفي حالتي الأولى نقص وزني 10 كيلو بسبب نفسيتي المتعبة، والآن رجع وزني كالسابق، لكن بقيت مشكلة المعدة تتعبني كثيراَ.

حيث ترددت على دكتور الباطنية خلال سنة 8 مرات من الآلام التي كانت تصيبني.

وكل مرة يكون الألم مختلفاً عن الآخر، وعملت 4 تحاليل خلال السنة هذه مرة واحدة ظهر عندي التهاب المعدة، وآخر مرة التهاب بسيط جداً على كلام الدكتور في المسالك البولية، والمشكلة آلام المعدة سارت تجيء لي بالوسوسة بأمراض، وأخاف أن أرجع لحالتي القديمة، ومشكلتي المتواصلة كل يوم عندما أقوم من النوم يأتيني ألم في المعدة، وأشعر بهواء، وآلام دائماً أسفل المعدة تحت السرة تماماً، ويأخذ معي ساعتين، وأذهب إلى الحمام حتى أفرغ الغازات، وبعدها يذهب الألم، وأحياناً غثيان يستمر معي لمدة أسبوع لكنه خفيف، وبعض الأحيان رياح مع مخاط أصفر!

أذهب إلى الدكتور وأنا موسوس وأتوقع أنه مرض، وعند الكشف السريري مع فحص البول + البراز + الدم، كالعادة يخبرني الدكتور أني سليم ويصرف لي علاجاً، ولكن لا أستخدمه إلا يوماً واحداً وأتركه، وكل فترة تجيئني آلام مختلفة عن التي قبلها، وأقول أكيد هذا مرض أصابني، وبعدها زاد خوفي وقلقي جداً، وجاءني مغص فضيع أسفل المعدة شديد الألم وعند الذهاب إلى الحمام أنزل القليل من البراز يخف الألم وبعد 10 دقائق يعود الألم وأذهب إلى الحمام، وهكذا لمدة ساعتين حتى خف الألم، وبعدها بيوم أتبرز -أكرمكم الله -وينزل بعض الأكل كما هو وبعضه براز!

ذهبت للدكتور وعملت التحاليل، فقال: لديك التهاب في المعدة وعسر هضم بسبب توترك وقلقك، وأيضا عندما أجوع ولم آكل من وقت طويل أسمع أصواتاً من بطني وتبدأ تؤلمني، وإذا أكلت يخف الألم ثم يذهب أنا بصراحة تعبت وأخاف على نفسي تتعب أكثر، وأنا الذي أبتغي معرفته هل هذا شيء طبيعي أم لابد من عمل منظار؟ فالدكتور يقول لي: لا تحتاج منظارا! وهل لو كان مرضاً خطيراً -لا قدر الله -سيعرفه الدكتور خلال الفحوصات التي عملتها؟

ماذا تنصحوني أنتم؟ علماً أني أذهب إلى استشاري ومستمر عليه كما ذكرت، علما أن جدي لديه القولون، ويذهب إلى الدكتور منذ 25 سنة، هل أذهب معه أو أذهب إلى دكتور آخر؟

المشكلة الآن أني مقبل على وظيفة بعد أشهر، وتكون قبلها دورة عسكرية لمدة 6 شهور، وهي أملي الوحيد بالوظيفة، وأخاف أن لا أكمل بسبب خوفي.

شكراً لكم، وأرجو منكم تفصيل حالتي بالكامل لكي تفيدني.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن حالتك تمثل حالة في الطب تسمى بالحالة النفسوجسدية، ويُقصد بذلك أنه لديك أعراض عضوية كثيرة جدًّا، معظمها ناشئة من الجهاز الهضمي، لكن هذا ليس لمرض عضوي، إنما في الغالب لوجود قلق نفسي، هذا القلق قد ساعدت شخصيتك القلقة في ظهوره، ونحن نعيش الآن في زمان كثرت فيه الأمراض، وقلَّت فيه الطمأنينة، وربما يكون ضعف الإيمان أيضًا لدى بعض الناس وراء ذلك، هذا كله يؤدي حقيقة إلى الشعور بهذه الأعراض النفسوجسدية.

حالتك يمكن أن تعالج، لكنها تتطلب منك الالتزام بالآتي:

أولاً: عدم التردد بكثرة على الأطباء، اذهب إلى طبيب واحد في فترات متباعدة وذلك من أجل الاطمئنان.

ثانيًا: يجب أن تغير من نمط حياتك، الإنسان الذي يعيش حياة رتيبة ونمطية ولا يُدخل الجديد على نفسه من وجهة نظر أطباء النفس والسلوك أنه يقوم بصنع الأعراض المرضية، وهذا بصورة لا إرادية.

ثالثًا: عليك بتطبيق تمارين الاسترخاء، وسوف يقوم الإخوة في إسلام ويب بإرشادك بكيفية القيام بها.

رابعًا: لابد أن تدير وقتك بصورة صحيحة ونافعة وذات فائدة.

خامسًا: ضع لنفسك هدفًا في الحياة واسع للوصول هذا الهدف، فهذا يصرف تفكيرك - إن شاء الله تعالى – إلى أمور أكثر فائدة وجدية.

سادسًا: خذ قسطًا كافيًا من الراحة – هذا مهم جدًّا-

سابعًا: حاول أن تفرغ عمَّا بداخل نفسك وذلك من خلال تجنب الكتمان، والتواصل الاجتماعي يفيد كثيرًا في هذا الأمر.

ثامنًا – وهذا يجب أن يكون أولاً – عليك بالدعاء وعليك أن تحفظ الأدعية المأثورة فيما يخص صرف الأمراض والوقاية منها ومن شرورها.

تاسعًا: عليك بالأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، فهي الأفضل في مثل حالتك، لكن شروط نجاحها أهمها هو الاستمرار على الدواء، والدواء الذي نفضله في حالتك عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي هو (سلبرايد)، جرعته هي أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة صباحًا ومساء - وقوة الكبسولة هي خمسون مليجرامًا – تستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك تخفضه إلى كبسولة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين)، تتناوله بجرعة نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر.

هذه هي الطريقة العلاجية المثالية لحالتك، والأمر بسيط لكنه يتطلب منك الالتزام والالتزام التام.

ولمزيد الفائدة ننصح بمراجعة تمارين الاسترخاء (2136015).

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا DODOzezo

    والله الدواء ممتاز انا كان عندي نفس الاعراض واخذت الدوجماتيل ومعاه نص قرص ديبرام كانت النتيجه هايله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً