الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جفاف الفم والبلعوم ومشاكل في البلع... فهل هي من آثار الفاليم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

الدكتور/ محمد عبد العليم:
جزاك الله عنا كل خير, سبق وأن استشرتكم عن عدة أمور, وقد ظهرت لي حالة من جفاف الفم والبلعوم, ومشاكل في البلع, حتى بلع الريق, وبعد أن استقر الأطباء على أنها من الممكن أن تكون حالة نفسية, مع العلم -والحمد لله- أني لا أعاني من أي مشاكل بمعنى الكلمة, فلا خوف, ولا اكتئاب, ولا غيره, راجعت طبيبًا نفسيًا وشخصها بحالة من القلق والتوتر, واستبدل لي عدة أدوية, ولكنها لم تناسبني, بعضها من أول يوم توقفت عنه, فقد حدثت مشاكل هضمية, وأرق, وغيرها, حتى وصلنا للفاليوم 5 ملغ في اليوم.

سؤالي: أنا الآن أستخدم الفاليم منذ ما يقارب العام, 5 ملغ في اليوم, لمدة شهرين مثلاً, ثم أخفض الجرعة إلى نصف حبة في اليوم لمدة شهر أو أقل, ثم أعود ل 5 ملغ, وعلى هذا الحال, طبعًا المشكلة الأساسية لم تحل تمامًا, والآن ومنذ شهور بدأت أحس بخمول واضح, وأحيانًا لا أستطيع أن أمشي, أو أتحرك كثيرًا, أكاد أسقط من عدم التوازن, والدوخة والدوار, وبدأ يصيبني شيء من الارتخاء في الركب, وآلام وارتخاء في عضلات الساق -خلف الساق- وعضلات الساعد, أكاد لا أحتمل الوقوف, ورجفة متوسطة مزعجة, وخمول عام, حتى أني أثناء الصلاة أقف من حالة السجود دون الاستعانة بيدي -والحمد لله- والآن هيهات أن أفعلها.

سؤالي الرئيسي: هل هذه المشاكل بسبب الآثار الجانبية للفاليوم أم أنها حالة نفسية حسب ما قرأت من معلومات بأن أعراض التوتر والقلق نجدها تتشابه مع الآثار الجانبية للفاليوم وغيره أو آثار الانسحاب أو الإدمان؟

مع العلم أن شخصيتي قوية, ووضعي النفسي لا خوف, ولا قلق, ولا حتى أحلام أو تهيؤات مزعجة, والحمد لله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
وأشكرك -أخي الكريم- على ثقتك بشخصي الضعيف.

الأعراض التي ذكرتها من وجهة نظري هي أعراض قلقية في المقام الأول، ربما يكون تناولك للفاليوم لهذه المدة الطويلة أيضًا قد ساهم في هذه الأعراض, إذن نحن أمام حالة نستطيع أن نقول: إن المساهمة الحقيقية للقلق قد لعبت دورًا, وربما يكون أيضًا الفاليوم قد لعب دورًا, وحقيقة أنا أريدك أن تسعى سعيًا حثيثًا وجادًّا للتخلص من الفاليوم, لا أكون مبالغًا, ولا أقول: إن الجرعة التي تتناولها خطيرة, لكنها بالطبع ليست سليمة في ذات الوقت؛ لأن الفاليوم دواء يسبب الإطاقة, وينتج عنه التحمل, وهذا يعني أن الإنسان لا يستفيد من تأثيراته العلاجية إلا إذا ضاعف الجرعة مرات ومرات, وهذا بالطبع سمة من سمات الإدمان, وهذا الدواء له أضراره الكثيرة جدًّا في مستقبل الأيام.

فيا أخي الكريم: أنا أريدك أن تضع برنامجًا حقيقيًا للتخلص من الفاليوم, وجرعة الـ 5 مل أعتقد أن التخلص منها ليس بالصعب, فيمكن أن تخفض إلى 2.5 ملي مثلاً لمدة شهر, ثم تجعلها نصف هذه الجرعة يوميًا لمدة شهر آخر, ثم الربع الأخير تتناوله يومًا بعد يوم لمدة شهر, ثم تتوقف عن تناوله, وهنالك أدوية بديلة أعتقد أنها سوف تفيدك جدًّا.

أنت ذكرت أنك قد تناولت عدة أدوية, لكني أرى أن عقار دوغماتيل, الذي يعرف باسم سلبرايد, سيكون كافيًا جدًّا لحالتك, فأنت لا تعاني من توترات حقيقة, ولا تعاني من قلق, ولا يوجد لديك مخاوف اجتماعية, أو اكتئاب, أو شيئا من هذا القبيل, حتى وإن وجد قلق فقد يكون نوعًا من القلق المقنع, وليس أكثر من ذلك, فأرجو أن تتناول الدوغتميل (سلبرايد) بجرعة 50 مل ليلاً لمدة أسبوع, بعد ذلك اجعلها 50 مل صباحًا ومساء, وإن شاء الله تعالى لن تحس بأي آثار جانبية؛ لأن هذا الدواء في الأصل هو دواء خفيف وطيب وسلس جدًّا, استمر على هذه الجرعة العلاجية -أي كبسولتين في اليوم- لمدة شهرين, ثم اجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي: من المهم جدًّا لك تطبيق تمارين الاسترخاء وانظر (2136015), ولا بد أيضًا من أن تضع برنامجًا لتمارس من خلاله الرياضة بصورة ملتزمة جدًّا, ابدأ بدايات خفيفة, ثم بعد ذلك ارفع المعدل، فالرياضة تقوي النفوس والأجسام, وحالة الوهن والاسترخاء للعضلات الذي تشعر بها أعتقد أن الرياضة, مع تناول الدوغمتيل, والتخلص من الفاليوم, هي الأسس الرئيسية العلاجية, والتي أثق تمامًا أنك إن شاء الله تعالى مقتدر على القيام بها, وسوف تستفيد منها بصورة إيجابية، أنا سعيد –أخي- أن أعرف أن شخصيتك شخصية قوية, وأنك -والحمد لله تعالى- مستقر, فهذا كله يساعدك -إن شاء الله- للتخلص من هذه العلة البسيطة.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, وأسأل الله العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً