الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الحساسية من الآخرين؟

السؤال

أنا فتاة عمري 17 سنة, لا أتحمل أي ضغوطات نفسية, أحزن عند أبسط موقف كما أني أكتم كذلك, وأبكي وحدي بعد ذلك ولا أتحمل النقد, وفي آخر فترة بدأ من حولي يشتكون من ذلك, وأصبحت أكره الناس لأن تصرفاتهم أنانية في رأيي.

أود استشارتكم بكيفية الابتعاد عن هذه الحساسية و الأفكار, وما هي أسبابها؟

أتمنى أن تفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا.

أتعلمين يا ابنتي دانا، كنت أتمنى لو أن عندنا عددا أكبر من الناس الذين فيهم ما أنت عليه من الحساسية والتأثر والتفاعل مع ما يجري من حولنا، وربما من مصائبنا أننا فقدنا الإحساس والتأثر بما حولنا، ولذلك نحن في الحال الذي لا يخفى، حيث تمر الأحداث الكبيرة المؤلمة، إلا أن تفاعلنا معها ليس بالدرجة المطلوبة، والله تعالى ضرب لنا مثلا في تأثر المخلوقات المختلفة، فقال مثلا " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله" نعم الصخر الأصم يتشقق حساسية من التأثر، ويقول أيضا: فما بكت عليهم السماء.." فكم هو جميل أن يكون الإنسان حساسا يتأثر بما يدور من حوله.

ولكن؛ ومهما كان السبب، فمن المفيد الاعتدال في كل شيء وحتى في المشاعر والأحاسيس، وأريد أن أطمئنك من أنك ستتجاوزين هذه المرحلة، وخاصة مع تجارب الحياة التي ستمرّين فيها، حيث ستعلمك الحياة كيف تتحسسين لمواقف الحياة بشكل معتدل، وعندما تكثر عليك مطالب الحياة ومسؤولياتها فلن يبق عندك بقية من الوقت للتفاعلات الشديدة، والتحسس المبالغ فيه.

هل يا ترى تعرضت في طفولتك لمواقف صعبة، آلمتك أو أزعجتك، ففي كثير من الأحيان تعود طبيعة حياتنا العاطفية لتجارب مررنا فيها في طفولتنا.

وربما لتحقيق هذا يفيد أولا: أن لا تنظري لنفسك على أن عندك مشكلة، وإنما أن تنظري لنفسك على أنك طبيعية تماما، فهذا مما سيخفف عنك من شدة الموقف.

وثانيا: أن لا تحاولي بشدة تغيير الحساسية التي عندك، لأنه عندما نحاول تحصل أمر ما وبشدة فقد تأتي النتائج عكس ما نريد. دعي الأمور تسير على طبيعتها، ورويدا رويدا ستجدين نفسك أكثر استقرارا، وأكثر اعتدالا في العواطف والحساسية.

وثالثا: حاولي أن لا تتجنبي المواقف التي تثيرك وتؤلمك، لأن هذا التجنب لا يحسّن الحال بل يزيده شدة، والأفضل التعرض لمثل هذه المواقف، ومن خلال الوقت ستجدين نفسك أكثر راحة في تفاعلك مع الأحدث والمواقف من حولك.

وفقك الله ويسّر لك أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً