الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أثق بزوجي بعد أن اكتشفت علاقته بأخرى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ 5 سنوات، ومررت بظروف صعبة في أول زواجي، وأظن بأن زوجي أبداً ما كان يحبني، وكان يقول: إنه نادم على زواجه مني! ولكن مع الوقت تزوجنا وهدأت الظروف وتقربنا، وذهبت تلك الأيام بلا رجعة.

بعد السنة الرابعة وكان كل شيء يبدو جيداً، وجدت رسائل غرامية في جواله، وأكثر من مرة، وجربت أتصل بهذا الرقم من رقم آخر، فوجدتها بنتاً، وعندما سألته أنكر وقال: إنه لا يعرفها.

مرة ثانية جعلت امرأة تتصل به، ولم يكن لديه مانع، وتكلم معها وليس أي كلام، وأنا كنت أسمع، وطبعاً كأن كلامه مثل السكين في صدري، واجهته ولم يقدر أن ينكر، لأني قلت له: إني أنا التي كلمته، وسمعت كل شيء قاله، وتأسف وحلف أنها آخر مرة.

المشكلة الآن هي أني لم تعد لدي ثقة في أي كلمة يقولها، دائماً في داخلي أقول كذاب، وحياتي صارت مملة جداً، ولا أعرف ما الحل؟

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يديم المودة والألفة بينك وبين زوجك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

مما لا شك فيه -أختنا العزيزة- أن البيوت لا تُبنى على الحب وحده، فرعاية كل من الزوجين لحق الآخر، والقيام بما ترتب عليه الذمة لكل واحد منهما كفيل - بعون الله تعالى – بأن تقام معه البيوت عامرة، يؤدي كل واحد فيهما لوظيفته، وقد صح في الآثار عن عمر - رضي الله عنه – أن رجلاً جاءه يريد أن يطلق زوجته بدعوى أنه لا يحبها، فقال: (أَكُلَّ البيوت تُبنى على الحب؟! فأين الرعاية وأين التذمم؟!).

من ثم فنصيحتنا لك -أختنا العزيزة- أن تتوجهي الوجهة الصحيحة في معالجة مشكلة زوجك هذه، بما ينفعك وينفعه ويعود على أسرتكم بالاستقرار والدوام، هذه الوجهة -أيتها الكريمة- تتمثل في أمور:

أولها: أن تتركي تتبع أحوال زوجك الباطنة التي غابت عنك، فإن في هذا الترك وغض الطرف خير لك، وهذا أهدأ لبالك وأسلم لصدرك، وأبعد عن تنكيد حياتك، فدعي ما غاب عنك، ولا تحاولي البحث والتفتيش عنه، فإنه لن يعود عليك بخير.

الأمر الثاني: أن تحاولي جاهدة تعويض زوجك عما قد يكون يبحث عنه عند الفتيات الأخريات، فنحن ننصحك - أختنا الكريمة - بأن تتعاملي مع حالة زوجك بنوع من الجدية والتعقل، وإدراك أن للزوج حاجات من زوجته ينبغي أن تبذلي وسعك في سبيل تحقيق هذه الحاجات، فأحسني التجمّل لزوجك، وأحسني التبعل له، وحاولي أن تلبسي من الثياب ما يسره النظر إليه، وأن تكوني دائمًا على هيئة حسنة، يطيب له النظر إليها، بحيث يجد فيك ما يغنيه عن غيرك، ولا تملي من هذا، ولا تتعبي منه، فإنه أمر تؤجرين عليه أولاً، ويعود عليك وعلى أسرتك بالنفع ودوام المحبة والاستقرار بينك وبين زوجك.

الأمر الثالث: ننصحك -ابنتنا الكريمة- بأن تحاولي الارتقاء بإيمانك وإيمان زوجك، فإن الإيمان هو الحاجز بين الإنسان وبين فعل المعصية، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الإيمان قيد الفتك) فالإيمان هو الذي يحجز الإنسان عن الوقوع في الحرام، فحاولي الارتقاء بإيمان زوجك، وذلك بتذكيره بالله تعالى، حاولي إسماعه المواعظ التي تذكره بالله وبالدار الآخرة، والوقوف بين يدي الله، وبالجنة والنار.

حاولي كذلك ملء بعض الأوقات الفارغة بسماع مثل هذه المواعظ في بيتك، ويستحسن ألا يشعر الزوج بأنها موجهة إليه من أجل قضية معينة، حتى ينتفع بهذه المواعظ إذا سمعها.

حاولي حث زوجك على المواظبة على الصلوات، وملازمة المسجد، والتعرف إلى الرجال الصالحين، وأقيمي علاقات أسرية مع الأسر التي فيها رجال صالحون، حتى يتأثر بهم، فإن الصاحب ساحب.

نحن نكرر -أختنا الكريمة- نصيحتنا لك بأنه ليس الحل هو ما تسلكينه أنت الآن من مساءلة الزوج ومناقشته ومحاولة تقريره على الأمور التي فعلها، فإن هذا لن يزيد الأمور إلا سوءًا، وربما انتقل الزوج إلى مرحلة أخرى من إخفاء بعض الأمور عليك، ولكن في تناول هذه المسألة بالطريقة التي ذكرنا ما يُحسّن حال زوجك - بعون الله تعالى –.

خير ما نوصيك به ونرشدك إليه: إحسان الظن بالمسلم، وزوجك أولى الناس بأن تعامليه بالمعاملة الحسنة، فينبغي أن تحملي أموره على أحسن المحامل، فإن الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم} والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)، فحاولي أن تترفعي، وأن تنأي بنفسك عن اتباع الظن السيء، فالأصل في المسلم السلامة، وإذا اتبعت هذا الأصل سلم صدرك - بعون الله تعالى – وأرحتِ بالك.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ولزوجك حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة وفيت حتى انتهيت

    والله انا برضو مش مقصره مغ زوجي وبيخوني كتير اكتشفت خيانته الف مره وساكنه مع حماتي بالبيت حتى ما اعرف اربي اولادي وهو يقولي بقدرش اقرب عليكي لاني بحبكش ومش قابل يطلق .ومش قادره اصبر نفسي انتقم وبشده

  • رومانيا رهف

    وانا كمان ما اثق بزوجي وحلف انو ما تكلم بس انا مو مقتنها

  • رومانيا ام احمد

    انا زوجي خايين ايضا بسبب تلك البرامج الالكترونيه في البيت لارى منه سوى رجل لايفهم ولا يعلم ولكنه ببرامج الالكترونيه اراه ذاك الرجل الرومنسي والكلام الغزل مع بنات الحرام فلااقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً