الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تقديم العيديات والهدايا واجب للأخت غير الشقيقة وبناتها؟

السؤال

السلام عليكم.

هل الأخ من الأب هو أخ غير شقيق؟ وهل أخواته غير الشقيقات يعتبرن من ولياته؟ أي يفرض عليه بأن يقدم العيدية لهن ولبناتهن، أو أن يحمل بيده شيئا إذا زارهن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق, ويجعلك ممن يصل رحمه, وأن يوسع رزقك حتى تكرم الشقيق وغير الشقيق.

وبخصوص ما ورد في رسالتك أخي الكريم الفاضل: فإن الأخ الشقيق هو الذي يجمعك به أب أم واحدة, أي الذي تكون أمك وأمه واحدة وأبوك وأبوه واحد، هذا يسمى الأخ الشقيق, أما إذا كنتما من أم فقط فهذه تسمى الأخ لأم، كذلك أيضا إذا كنتما أخوان من أب ولستما من أم فهذا يسمى أخ الأب, وهذا الذي يسمى غير الشقيق.

فالشقيق هو الذي تجمعك به أمومة وأبوة, يعني أمك وأبوك واحد، هذا يسمى الشقيق, ما سوي ذلك يسمى أخ الأب أو أخ الأم، وهؤلاء هم إخوانك أيضا, وبرهم مطلوب لأن صلة الأرحام ليس لها علاقة بالأشقاء وغير الأشقاء، فأخت لأم هذا رحم أول, وأخ الأم رحم أول فهذه فقط كما لو كان لأخ لأم والأب، وهكذا أيضا إخوة الأب. فإذن لا فرق بينهم في الصلة ما بين الشقيق وغير الشقيق, ومادام هو أخوك لأبيك أو لأمك.

مسألة يفرض على الإنسان أن يقدم لهن العيدية, هذه كلمة يفترض أنها غير موجودة في الشرع؛ لأن هذا إحسان والإحسان ليس واجبا وإنما هو مستحب, أو مسنون, ولكن إذا كانت ظروفي تسمح لي أن أقدم لهن شيئا فلا حرج في ذلك، سواء كن شقيقات أو غير شقيقات لأن هذه أعراف -أخي الكريم- موجودة عندنا في العالم العربي, وأنه يتعين على الولد الذكر أن يمر عليهن ويقدم العيديات لأخواته, وهكذا في المناسبات المعروفة عندنا لابد في كل مناسبة أن يحمل الأخ أشياء من الهدايا, وأن يذهب بها إلى أخته حتى وإن كانت في بلد بعيد.

والناس يعتبرون هذا دينا ولكن في الواقع هو ليس دينا ولا شيء, هذه أعراف وعادات ما أنزل الله بها من سلطان, فإذا كانت ظروفي تسمح أن أمر على أختي في العيد وأقدم لها الهدية أو لأبنائها فعلت, وإذا كانت ظروفي لا تسمح لي أن أقدم لها شيئا فلا حرج، هذا هو الأصل العام في الشرع, لأن الله تعالى يقول: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا ...}.

فإذا كانت ظروفك تسمح أن تقدم ولو هدية رمزية لإخوانك وأخواتك فهذا حسن من باب إدخال السرور على المسلم, وهو من أجل الأعمال إلى الله تعالى، أما إذا كانت ظروفك لا تسمح فلا مانع من الزيارة وتعتذر لهم بأن ظروفك لا تسمح, وكنت تتمنى أن تحمل لهم الهدية ولكن ظروفك لا تسمح، فلا يلزم عليك فرض عين -أخي الكريم راشد- أن تحمل إليهم العيدية, أو أن تحمل لهم الأشياء التي جرت العادة بها من السكر وغير كما يفعل عادة العوام في بلاد العالم العربي والإسلامي.

إذن هذا ليس فرضا سواء كانوا أشقاء أو غير أشقاء, وإنما حسب الظروف وهو ليس واجبا, ولو كنت قادرا وذهبت بلا شيء فلا حرج عليك شرعا، ولكن كل ما ذكرت لك أن إدخال السرور على المسلم عبادة من العبادات العظيمة التي يحبها الله تعالى, ومن أدخل السرور على أرحامه وعلى أقاربه أو على الفقراء والمساكين أدخل الله السرور على قبله يوم القيامة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر زرقاء اليمامه

    موضوع جيد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً