الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض نفسية شديدة لأختي بعد وفاة أمي وأخي، هل هي فصام؟

السؤال

أختي تبلغ من العمر 44 عاما غير متزوجة، كانت في وضع طبيعي وبصحة جيدة، بعد وفاة أخي، ووالدتي في أوقات متقاربة -رحمهما الله- ظهرت عليها أعراض نفسية، مثل التحدث مع نفسها، وتكسير الزجاج، والنشاط الزائد، وقصت شعرها تماماً.

عرضتها على طبيب نفسي، وشخصت على أنه اضطراب عاطفي وجداني، وكتب لها أربعة أنواع من الأدوية عبارة عن حبوب، وإبر، فضلت أن أعرضها على استشاري آخر؛ لأنها لا تبلع الحبوب، عرضتها على استشارية كبيرة في مستشفى معروف بجدة شخصت حالتها بانفصام، الدكتورة لم تذكر أي من الأعراض الجانبية التي قد تحصل بعد العلاج، وصفت لها ريسبدرال كونستا 25 مل، فلونكسول إبرة أعتقد 40 مل، اكنيتون، أرتين حبه في اليوم.

أختي أخذت الإبر، ورفضت تماماً الحبوب حتى وإن خلطناها ترمي الأكل، أو العصير.

بعد أسبوع تقريبا من استعمالها للإبر بدأت بالتخشب، والتصلب أخذتها للطوارئ، ووصف لها إبرة اكنيتون خف التخشب، بدأت بتحريك أيديها فقط، ولكنها لا تجلس، ولا تمشي ويوجد اعوجاج، وتقوس في القدم والساق.

عدنا للمستشفى بعد ما رأيت أن قراءة الضغط، والنبض في ارتفاع، وطلبوا منا تنويمها، وحاولت مع طبيب مخ وأعصاب، طبيب المخ والأعصاب أفادنا أن خلايا المخ سليمة بعد عمل الفحوصات عدا ck الإنزيم فقد كان مرتفعا 3800، ثم بدأ بالانخفاض تدريجيا إلا أن وصل لمعدله الطبيعي 59.

حاليا هي على علاج طبيعي، التخشب خف لدرجة كبيرة، إنما ما زال التقوس موجودا في القدم، ولا تستطيع الوقوف، استشرت مركزا تأهيليا، فأشار علي بعمل دعامات للقدم، وأن وجودها في المستشفى سيكلفني مبالغ طائلة بدون فائدة ترجى.

هل تشخيص الدكتورة النفسية صحيح؟ وهل الأدوية بهذه الجرعات لمريض مبتدئ صحيحة؟

للمعلومة أختي تربت في الولايات المتحدة، وكانت تعتمد على نفسها في السفر، وفي حياتها العامة، اجتماعية، ودودة.

المعذرة على الإطالة إنما أردت أن أزودكم بكل الجوانب، وأتمنى الرد بأسرع وقت لمساعدتي في اتخاذ قرار؛ لأنها ستكمل شهرا في المستشفى بدون فائدة مرجوة.

دمتم سالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل فظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى لأختك العافية والشفاء، ولموتاكم الرحمة والمغفرة.

تشخيص مرض الفصام ليس بالأمر الصعب لأي طبيب مختص في الطب النفسي، ولا يمكن لطبيب أن يتعجل ويخبر الأهل بهذا التشخيص إلا إذا كان على درجة عالية من اليقين من ذلك التشخيص.

وأمراض الفصام لها عدة أنواع، والفصام أحيانًا يكون فيه أيضًا الجانب الذي قد يظهر في شكل اضطراب مزاجي ارتفاعًا أو انخفاضًا.

العلاجات التي أعطيت لهذه الأخت -شفاها الله- كانت بناء على تقدير الأطباء في تلك اللحظة، وحاجة المريض دائمًا هي التي تحتم نوعية العلاج التي يتناوله، وكما تفضلت وذكرت توجد صعوبات مع بعض المرضى في قبول الأدوية، والمريض لا يُلام؛ لأن المريض مفتقد البصيرة في الأصل، وبعد أن يبدأ التحسن، ومن خلال بناء علاقة علاجية ممتازة مع المريض يمكن إقناعه بتناول الدواء.

الإبر التي أعطيت لأختك هي إبر معروفة جدًّا لعلاج الفصام، وهي أدوية جيدة، وبالنسبة لحدوث حالة التخشب: هذه الحالة معروفة أيضًا كأثر جانبي لهذه الأدوية، لكن ليس أبدًا من الآثار الجانبية أن يكون هناك علة دائمة تعطل حركة الأطراف، هذا غير وارد كأثر جانبي لهذه الأدوية.

أما بالنسبة لموضوع أنزيم (CK) فأعتقد أن الأطباء كانوا على وعي تام واتخذوا الإجراء الصحيح حين قاموا بفحص هذا الأنزيم، لأنه يعرف أن أحد الآثار الجانبية للأدوية المضادة للذهان عامة هو ظهور متلازمة مرضية تتميز بارتفاع هذا الأنزيم مع وجود ارتفاع في درجة الحرارة، واضطراب في ضغط الدم، وربما الكثير من التعرق، وهناك أعراض أخرى.

عمومًا الحمد لله تعالى الأنزيم انخفض، ولا يوجد مؤشر حقيقي أن أختك كانت تعاني هذه المتلازمة المشار إليها.

والذي أنصح به هو أن يتم تواصل ما بين المركز التأهيلي الذي يباشر علاج أختك الآن، والطبيب النفسي المختص -أو على الأقل يجب أن يزوّد المركز بتقرير مفصل، ويكون هنالك تشاور وتواصل بين الطبيبة، والمركز التأهيلي- هذا هو الذي أراه من حيث المستقبل العلاجي لأختك، وهذا هو الأهم.

أعتقد أن تشخيص الطبيبة صحيح، ولا بد أنها اتخذت المعايير التي تراها لتشخيص هذا الفصام.

الأدوية حقيقة محيطها العلاجي أيضًا يحدده الطبيب، كثيرًا ما نبدأ بجرعات بسيطة، ثم بعد ذلك نطور العلاج، لكن بعض الحالات قد تتطلب أن نعطي جرعة كبيرة دون أن تخرج من الطيف العلاجي المعروف، ويعرف تمامًا أن مرضى الذهان في وقت شدته يتحملون جرعة كبيرة جدًّا من الأدوية.

الذي أنصحك به هو أن تفكري حول الخطوات العلاجية المستقبلية لأختك -هذا مهم جدًّا- وتواصلها مع الطبيبة النفسية -أو أي طبيب نفسي آخر ترونه- أعتقد أنه مهم، وتوجد بدائل كثيرة جدًّا للإبر، فالآن يوجد عقار (زبركسا) يمكن أن يذوب في سوائل، وهو جميل جدًّا، وإذا كانت الأدوية السابقة هي السبب في كل الآثار الجانبية التي حدثت لها فهنالك عقار يعرف باسم (كلوزابين) ليس له مثل هذه الآثار الجانبية التي ظهرت، لكن له آثار جانبية أخرى معروفة للأطباء، وهنالك بروتوكولات معينة لإعطائهم الأدوية.

عمومًا: أشكرك جدًّا على اهتمامك بأمر أختك، ولا شك أنني لا أدافع أبدًا عن خطأ أي طبيب أو شيء من هذا القبيل، الذي يهمني تمامًا أن العلاج والتأهيل بالنسبة لأختك يسير بالصورة الصحيحة، وأنا أرى أن المستقبل العلاجي هو الأهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية جامعيه

    اختي الفاضله :
    اتمنى ان تري هاذا الرد.
    فأنا اوصيك بقراءه الفاتحه عليها 7 مرات في اي وقت , فان بها تأثير عجيب . ارجو من الله الشفاء لها عاجلا غير اجل . تواصلي معنا واعلمينا عن احوالها حفظك الله وجميع المسلمين ....

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً