الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل حقن الدهون الذاتي آمن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20, وطولي 165, ووزني 55.

لدي مشكلتان:
الأولى: صغر حجم الثديين مقارنة بحجم الوركين, حيث إن الوركين والجزء السفلي ممتلئ عمومًا, ولا أستطيع زيادة وزني بسببه, وأفكر بحقن الدهون الذاتية, مع العلم أني أعاني من تكيس المبايض, والشعرانية, فهل يمكن أن تكون سببًا في صغر حجم الثدي؟

والأخرى: أعاني منها منذ فترة طويلة, وأخجل من طرحها, أو مناقشتها مع طبيب, وهي ترهل المنطقة الحساسة, والجلد رقيق جدًّا, وكأنه لا يوجد شفران خارجيان, وسمعت أنه يمكن حقن الدهون الذاتية أيضًا بهذه المنطقة, ولكني أريد أن أعرف سبب الترهل لأتجنبه لاحقًا, مع العلم أني أستعمل الماء الساخن المائل للحرارة كلما ذهبت إلى الحمام - أعزكم الله - فهل يمكن أن يكون سببًا في ترهل المنطقة؟
وهل حقن الدهون الذاتي آمن؟

وأنا حاليًا أتعالج من تكيس المبايض فما هي التغيرات التي ستحدث؟
وهل سيتغير حجم الثديين وتختفي الشعرانية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

إن العامل الأساسي والأهم في تحديد حجم الثدي هو العامل الوراثي, فمهما كان شكل الجسم أو وزنه, فإن التأثير الأكبر سيكون للوراثة؛ لذلك فقد نرى نساء بدينات, لكن الأثداء لديهن صغيرة, وبالعكس فقد نرى نساء نحيلات, لكن أثداءهن كبيرة.

وبالنسبة للوصف الذي ذكرته عن جسمك, فهو يشبه الشكل الإجاصي, وهو الشكل الأنثوي الشائع, وهذا يوحي أكثر بأن العامل الوراثي عندك هو الأساس, وليس الوزن, أو تكيس المبايض.

إن تكيس المبايض لا يؤدي إلى صغر حجم الثدي, وفي أغلب حالات تكيس المبايض يكون هرمون الإستروجين طبيعيًا جدًّا, وأحيانًا قد يكون مرتفعًا عن الحد الطبيعي, لذلك لا يمكن القول بأنه السبب في ذلك.

وفي تكيس المبايض تكون المشكلة في ارتفاع هرمون الذكورة, وظهور أعراض هذا الارتفاع على جسم الأنثى بشكل زيادة في الشعر في أماكن غير معتادة للأنثى, وظهور حبوب في الوجه والصدر, وتساقط شعر, وغير ذلك, لكن هرمون الأنوثة يكون في المستوى الطبيعي, وليس منخفضًا- كما سبق وذكرت - لذلك تبقى الصفات الأنثوية الأساسية موجودة, ولا تتأثر.

بالطبع يجب علاج تكيس المبايض بغض النظر عن أي شكوى أخرى؛ لأن التكيس يؤثر على المدى البعيد على بطانة الرحم, وقد يسبب تكاثرًا غير سليم في البطانة الرحمية - لا قدر الله -.

النصيحة التي أقدمها لأخواتي وبناتي السائلات بشأن صغر حجم الثدي هي علاج أي حالة اضطراب مرافق في الدورة إن وجد, والحفاظ على الدورة منتظمة؛ لتلافي أي تأثيرات صحية مستقبلية على الجسم, فهنا ستكون كل الهرمونات الأنثوية والذكرية متوازنة في الجسم, وبعد ذلك يجب العمل على زيادة الوزن ليصبح في المعدل الطبيعي المقبول.

وبالنسبة لك: فإن وزنك نسبة إلى طولك هو أقل من الطبيعي بشكل ملحوظ, ويمكنك زيادة وزنك بين 10- 8 كلغ, وعندها سيبقى وزنك في الحدود الطبيعية نسبة لطولك, فهذا سيساعد في إبراز الثدي أكثر؛ لأن جزء من الدهون المكتسبة سيتوضع في جدار الصدر الأمامي خلف غدة الثدي, وهذا سيدفع الثدي إلى الأمام ويظهره بحجم أكبر عما كان, كما أن زيادة وزنك إلى المعدل المقبول سيساعد المبيض على الاستمرار بالقيام بوظيفته الطبيعية, وفي الحفاظ على توازن الهرمونات.

أما ترهل المنطقة الحساسة, فالحقيقة لم يتبين لي قصدك بكلمة ترهل, فالفتاة غير المتزوجة, والتي لا تمارس العادة السرية, لا يمكن أن يحدث لديها ترهل, وقد يكون ما تظنينه ترهلاً هو أمر طبيعي وخلقي, فمنطقة الفرج تتميز بكثرة تصبغها وسماكة جلدها الخارجي, كما أن الأشفار الصغيرة قد تكون طويلة بعض الشيء فتتدلى, خارج الفرج لكن هذا لا يعتبر ترهلاً, بل هو أمر طبيعي وخلقي.

ولا أنصح مطلقا بأي عمليات تجميلية, ولا أؤيد حقن الدهون في أي منطقة من الجسم؛ لأنه لم يثبت لغاية الآن بأنه إجراء فعال, أو لا يترك آثارًا جانبية.

وما أنصح به هو أن تقبلي نفسك كما هي, وأن تشكري الله عز وجل على ما حباك به من نعم كثيرة أخرى.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائمًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً