الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشك والعصبية وعدم الثقة بالنفس، فما تشخيصكم لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
إليكم أكتب معاناتي، وأسأل الله تعالى أن يكون الفرج على يديكم.

أنا أبلغ من العمر40 عامًا، حياتي كانت سلسلة من المتاعب والحرمان بسبب طلاق أمي من أبي وتشردنا وضياعنا، قبل 10 سنوات أصابتني نوبات من الهلع، وبعد تعب كبير خفت الحالة عني شيئاً فشيئاً بعد أن استخدمت دواء (زيروكسات) حبة يومياً.

سأحاول قدر الإمكان أن أختصر ما أعاني منه الآن، علماً أن المخاوف أو حالة الهلع خفت عني بنسبة كبيرة، وقد قللت جرعة الزيروكسات إلى نصف حبة يومياً، ومنذ سنة تقريباً:

1. أعاني حالياً من حب الانطواء، والوحدة، والعزلة، ولا أحب التجمعات، وأحب الهدوء.
2. شكاك وعصبي جداً.
3. لا أتحمل المناقشة.
4. أعاني من كثرة التفكير والأرق.
5. غير واثق من نفسي.
6. أغار أو أكره الخير لأعدائي.
7. كثيراً ما أنسى ما أريد أن أقوله خاصة أثناء المناقشات.
8. دقيق في أشياء كثيرة، ومنها النظافة وموسوس بها.
9. أكره الإنسان لو خرجت منه أي رائحة غير مستحبة، وأخاف أن أكره زوجتي بسبب ذلك (عندما أتزوج).

أرجوكم ماذا تسمى حالتي بالطب النفسي، هل هي قلق أم اكتئاب أم غير ذلك؟ وهل هناك علاج لها من الأدوية أو السلوك؟ علماً أني أستخدم دواء كنكور، لأن لدي سرعة في ضربات القلب وارتفاع بسيط بالضغط، وهل هناك علاج لا يؤثر على الجنس والهرمونات لحالتي؟ وهل تنصحونني بالزواج الآن أم أني سأظلم الفتاة؟

أرجوكم أنا بحاجة ماسة لرأيكم، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، حالتك إن شاء الله تعالى بسيطة جداً.

كما ذكرت وتفضلت فقد بدأت معك بنوبة من نوبات الهلع، وهذا نوع من القلق النفسي الحاد، وكثيراً ما يكون الهلع مرتبطا بالمخاوف، بعد ذلك ظهرت لك بعض الأعراض الوسواسية، وتشخيص حالتك - أخي الكريم - هو قلق المخاوف الوسواسية البسيط، والبسيط مهم جداً، لأن الحالة ليست من الحالات الشديدة أو المطبقة بفضل الله تعالى، والتداخل بين القلق، والمخاوف، والوسواس هو واضح وجلي.

مخاوفك كلها توقعية الخوف من الرائحة الكريهة من الزوجة، الوسوسة حول النظافة والقلق بصفة عامة، - أخي الكريم - هذا هو السبب الرئيسي لحالة في الطب النفسي، ولا أعتقد أنه لديك أي مؤشر من مؤشرات الاكتئاب النفسي، وهذا بفضل الله تعالى.

والعلاج - يا أخي الكريم - موجود وسهل ومتوفر، وعليك أولاً أن تفهم أن حالتك هي حالة بسيطة، وأن تعزم وتصر أنها لا يمكن أن تعطل حياتك، ويجب ألا تعطل حياتك، بل على العكس تماماً يجب أن تكون فعالاً ومجيداً في كل ما تقوم به، ونافعاً لنفسك ولغيرك.

ثانياً: ليس هنالك ما يمنعك الزواج، بل أعتقد - أخي الكريم أبو حمد - أنك قد تأخرت قليلاً، فلا تتأخر أكثر من ذلك، فالزواج نعمة وخير ورحمة وبركة، ونسأل الله تعالى أن يجمع بينك وبين زوجتك على الخير البركة، وأن يرزقك الذرية الصالحة.

أنت لم تظلم أي فتاة، تخير ذات الدين وسوف تجد إن شاء الله منها كل التعاون والمثابرة على فعل الخير، أخي عليك بممارسة الرياضة بصفة متصلة، ويجب أن تحسن أيضاً التواصل الاجتماعي، وجدنا أن صلة الرحم من أفضل أنواع التواصل الاجتماعي، وكذلك الرياضة الجماعية، والانخراط في أعمال الخير والبر أيضاً هي صلة اجتماعية، تؤهل الإنسان وترفع من كفاءته وله الأجر إن شاء الله تعالى، فأجعل لنفسك نصيباً من هذا يا أخي.

العلاج الدوائي – الفافرين سوف يكون علاجاً جيدا بالنسبة لك لأنه ليس له تأثيرات جنسية سلبية هرمونية، وفي ذات الوقت هو يعالج القلق، والوساوس، والمخاوف، وحتى يحسن المزاج، وحالتك بسيطة جداً إن شاء الله تعالى، وهذا يجعلنا أن نقول لك أنك لست في حاجة إلى جرعة دوائية كبيرة، جرعة الفافرين المطلوبة هي أن تبدأ بـ (50) مليجرام، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين أجعلها (100) مليجرام، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك.

علماً بأن الجرعة الكلية للفافرين قد تصل إلى (300) مليجرام في اليوم، لكنك لست بحاجة لهذه الجرعة، ولكن حتى تضمن نجاح الدواء إن شاء الله تعالى كن منتظماً على جرعته، أي (100) مليجرام ليلاً، أستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى (50) مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها (50) مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً