الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتبكت كثيراً عند مجيء الخاطب لرؤيتي، فهل هذا أمر طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 21عاماً، قبل فترة قريبة تمت خطبتي - ولله الحمد – وجاءت أمه ورأتني، ومن خطبني له هن أخواته اللاتي أعرفهن، فأنا ملتزمة - ولله الحمد - وهو غير ملتزم لكنه عاقل، ولا يشرب الدخان، ولا صاحب سفر، أو سهر - ولله الحمد -، فأنا عندما دخلت عليهم وسلمت كنت مرتبكة جداً، فأنا شديدة الحياء، فارتبكت كثيراً، وندمت فيا ليتني لم أدخل عليهم، وخصوصاً بعد أن ضحكت علي إحدى أخواته وعلى شكلي، لأني كنت مرتبكة جداً. أرجو مواساتي، وهل هذا الارتباك طبيعي أم أني بالغت؟

والشيء الثاني: الآن لهم يومان لم يردوا علينا، لكن قالت أمه قبل خروجهم بيننا اتصال. تعبت من التفكير، ساعدوني.

والشيء الثالث: هو يعمل ببنك، فهل جميع البنوك ربوية؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المشتاقة لرؤية الجبار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وأرجو أن تعلمي أن مثل هذا الارتباك الذي يحدث للفتاة هو أمر طبيعي، حتى بالنسبة لضحك شقيقة الخاطب فلا حرج في ذلك، وهذه الأمور ما ينبغي أن تقفي عندها طويلاً، لأن العبرة بصلاح الخاطب وبصلاح دينه، وقد أشرت إلى ذلك، ونحن نتمنى أن يكون من المواظبين على الصلاة، الحريصين على طاعة الله تبارك وتعالى.

ولا يخفى عليك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، وهي فرصة للتعرف أكثر وأكثر، وأرجو أن يساعدك محارمك بأن يسألوا عن الشاب: عن دينه وعن أخلاقه، وعن تحمله المسؤوليات، وعن انتظامه في عمله، وعن بره بوالديه، حتى يكوّنوا صورة عامة كاملة عنه، والرجال أعرف بالرجال.

كما من حق هذا الخاطب أيضًا ومن حق أخواته وأهله أن يسألوا عنك وأن يتعرفوا عليك، وهذا الحياء والخجل والارتباك ليس أمرًا سلبيًا، بل هو أمر إيجابي يدل على أنك – ولله الحمد – فتاة عندك حياء وعندك هذا الخلق الجميل، وهذه الأمور ستزول -إن شاء الله تعالى – مع الأيام، لأن البداية دائمًا عند الفتاة العفيفة الطهارة يظهر عندها الحياء بهذه الطريقة، فلا تنزعجي من هذا الذي حدث، ولا تلتفتي لضحك تلك الفتاة التي ضحكت.

وأيضًا من حقهم أن يأخذوا فرصة قبل أن يردوا عليكم، كما من حقكم كذلك في هذه الفرصة أن تتعرفوا أكثر وأكثر على هذا الشاب. وأيضًا من الضروري أن تعرفي رأي أسرتك ورأي الوالدين في هذا الشاب، لأنهم أيضًا لهم خبرات، فإذا كنت – ولله الحمد – مرتاحة له وهو شاب لا بأس به، والوالدين والأهل وافقوا عليه، وأنت على معرفة بأخواته وعلى معرفة بأهله، وهم زاروكم وتعرفوا عليكم، هذه كلها مؤشرات إيجابية تؤكد أن الأمور تسير في الطريق الصحيح، فلا تنزعجي من هذه الأمور.

ونتمنى أن يكون أيضًا في عمله في بنك إسلامي، فهناك بنوك إسلامية في المملكة وفي غيرها، وإذا كان يعمل في غير هذه البنوك فلا مانع من أن تشيري إليه بضرورة أن يطلب الرزق الحلال، ولله الحمد أبوابه واسعة، ويستطيع أن ينتقل إلى بنك إسلامي أو مؤسسة شرعية، والأهم من هذا أن يبدأ بالالتزام بالصلاة والمحافظة عليها، لأن الصلاة هي ركن الإسلام الركين بعد كلمة التوحيد.

عمومًا نصيحتنا لك ألا تعطي الأمور أكبر من حجمها، وتكثري من التوجه إلى الله تبارك وتعالى، وأن تطلبي من محارمك أن يتعرفوا عليه أكثر وأكثر، وألا تقفي طويلاً عند المواقف السالبة التي حدثت، وألا تنزعجي من تأخر أسرته في الرد، بل ينبغي أن تستفيدوا – كما قلنا – من هذه الفرصة في السؤال عنه والتعرف عليه أكثر وأكثر، من خلال المحارم، من خلال أصدقائه، من خلال إخوانك وأهلك يتعرفوا عليه، لأن حقيقة الارتباط ليس بين شاب وفتاة، ولكنه بين قبيلة وقبيلة، بين أسرة وأسرة، بين – ربما – بلدة وبلدة أخرى، فهو رباط واسع جدًّا، ومشوار الحياة مشوار طويل، لذلك نحن بحاجة إلى أن تكون البدايات راسخة والأسس على تقوى من الله تبارك وتعالى ورضوان.

حتى يحصل ذلك اشغلي نفسك بالمفيد، وتوجهي إلى العزيز الحميد سبحانه وتعالى، واحرصي على تقوى الله تبارك وتعالى، وواظبي على كل أمر يُرضيه، فإن الخير في طاعته واتباع شريعته والسير على خطى النبي الأمين - عليه صلاة الله وسلامه –، وعليك بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وعليك كذلك أن تجتهدي في معرفة الأدوار التي ينبغي أن تقوم بها الفتاة – أو المرأة – المسلمة في بيتها ومع خطيبها ومع أهله.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمه وأهله وإياك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، وسوف نكون سعداء في حال تواصلك مع الموقع، فنحن على استعداد من أجل حل الإشكاليات والأزمات التي يمكن أن تواجهك، ونؤكد لك أن الأمور ولله الحمد طيبة، وأن ما حصل ما ينبغي أن تقفي عنده طويلاً، وقد تكررت كثيرًا مع غيرك، ولكن العبرة أنها مواقف تمضي، لأنها فيها دليل على أنك صاحبة حياء وخلق فاضل، فالوقاحة والجرأة قد لا تكون مطلوبة من الفتاة خاصة في بدايات حياتها، ونسأل الله أن يوفقك لما يُحبُّ ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً