الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

احترت بين إرضاء والدي ورغبتي الشخصية فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

للأسف أنا لا أجيد كتابة المقدمات وكلمات الشكر والثناء, ولكني أريد أن أقول لكم: شكرًا على هذا الموقع الممتاز, وأعانكم الله على خدمة الإسلام والمسلمين.

أنا صاحب الاستشارة (2138734), وهذا هو الذي شجعني على استشارتكم مرة أخرى؛ لأني وجدت العلاج عندكم, ولم أجده عند الطبيب.

أنا شاب في 17 من عمري, في الصف الثالث الثانوي في الثانوية العامة المصرية, ولكني لم أدخل امتحانات هذه السنة لأني كنت مترددًا في الاختيار بين كليتي الطب والهندسة, وقد كنت من المتفوقين في الصف الثاني الثانوي, ولكني في نهاية الصف الثاني الثانوي أخبرت والدي أنني أريد أن أدخل كلية الهندسة قسم الكمبيوتر, ولكنه رفض بشدة, وأرادني أن أدخل كلية الطب, واتبع كل أساليب الضغط الممكنة علي, وبعد عناء طويل وافق على دخولي كلية الهندسة, وبعد دراستي لمادة الرياضيات كنت في قمة سعادتي النفسية, ولكني كنت حزينًا من أنني لم أحقق أمل والدي في أن أصبح طبيبًا, ثم أخبرت والدي أنني سأقوم بدراسة مادة الأحياء لكي لا يكون حزينًا, وأحقق أمل والدي فيّ.

فوالداي لا يتمنون شيئًا من الحياة سوى رؤيتي طبيبًا, وبعد دراستي لمادة الأحياء في منتصف السنة لم أستطع احتمالها, وكانت حالتي النفسية سيئة للغاية, واعتزلت في غرفتي, وجلست أمام شاشة الكمبيوتر لأقرأ آراء الناس, وبدأت بممارسة العادة السرية بجنون -كما ذكرت في الاستشارة السابقة-.

هناك مشكلة أخرى لم أذكرها وهي: أني رأيت والدي وهو يمارسها بداية السنة, لم أعرف ماذا أفعل, ولم أكن أخرج, ولم أستطع الاستمرار في المذاكرة, ولم أدخل امتحانات هذه السنة بسبب حالتي النفسية السيئة, فقد كنت أريد بشدة أن أصبح مهندسًا.

سؤالي هو: بما أننا على أعتاب سنة جديدة, ماذا أدرس مادة الرياضيات أم الأحياء؟
فأنا لا أريد تكرار ما حدث هذه السنة, وهل يمكن أن يكون ما حدث لي هذه السنة عقابًا من عند الله بسبب ممارستي للعادة السرية؟

وبخصوص الاستشارة السابقة فأنا عند الجلوس أشعر بألم في الخصية اليسرى, حتى بعد استعمال الأدوية, وما زال يوجد لدي أوردة منتفخة فوق الخصية اليسرى التي كانت تختفي بمجرد استعمال الدواء, فهل ستظل هكذا؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فيما يتعلق بالجانب العضوي فمن الوارد استمرار بعض الأعراض, ولكن بصورة أقل من ذي قبل؛ لذا عليك بتكرار العلاج, مع الاهتمام بالنصائح؛ لأنه مع عدم العلاج وعدم اتباع النصائح لن تجد التحسن المطلوب.

ومرحبًا بك للتواصل معنا لمتابعة الحالة, وتوضيح أي تساؤلات.

والله الموفق.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة المستشار/ د. إبراهيم زهران أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

لاشك أن تخير المواد والرغبة نحو دراسة مادة معينة هي التي تقرر لدرجة كبيرة إقدام الإنسان على الدراسة بتركيز وتفاؤل واندفاع جيد، وأنت دخلت في مرحلة النزاع ما بين إرضاء والدك ورغبتك, وفي نهاية الأمر نستطيع أن نقول: والدك قد أقر أن تدرس الرياضيات لتواصل الدراسة في كلية الهندسة, وأعتقد أن الأمر قد سوي تمامًا عند هذه المرحلة, وبعد ذلك أنت نسبة لشعورك بالذنب والحرج, وسعيًا لإرضاء والدك قررت أن تدرس مادة الأحياء, لكنك وجدت صعوبة في متابعتها, وهذا أدخلك في حالة من الإحباط؛ مما ترتب عليه بعض السلوكيات غير المحببة.

والذي أراه أن الأمر بسيط, وأن اختيارك للرياضيات هو اختيار سليم, وعلوم الهندسة علوم محترمة جدًا ومتعددة التخصصات, وأعتقد أن والدك حين يراك مجيدًا ومرتاحًا في هذه الدراسة المتميزة سوف يقر ذلك تمامًا، فالذي أراه هو أن تستمر في دراسة مادة الرياضيات, ولا داعي لأن ترجع مرة أخرى لدراسة مادة الأحياء؛ حيث إنك أخفقت في المرة السابقة, ولا رغبة لك حقيقية في دراسة هذه المادة، هذا هو الذي أنصحك به, ولا تحس بأي نوع من الحرج أو عتاب النفس، فالمهم أن ينتهي الإنسان من العلم, ويجيد ويتقن ما هو فيه من دراسة أو عمل, وهذا هو المطلوب.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً