الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض الجسدية وعلاقتها بالمخاوف والقلق

السؤال

عمري 15 سنة، أعاني من آلام في المنطقة اليسرى عند القلب، تدوم 10 ثوان وتذهب، مع العلم أني مصاب بالسمنة، فهل السمنة لها دور في هذه الآلام؟ وهل من الممكن أن يكون سبب الألم ار تفاع الكلوسترول؟ وما هي مواقع آلام القلب؟ وهل أعراضي أعراض مرض معين؟ وهل يكون التوتر والقلق والوسواس سبب في هذه الآلام؟ مع العلم أني أعاني من وساوس وتوتر منذ بداية الألم! وهل لو مارست التمارين الرياضية يذهب الألم؟

أرجو الإفادة، لأني أعاني من وساوس من هذا الموضوع، آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الشعور بالوخز أو الألم في الصدر -خاصة المنطقة اليسرى- شائع جدّاً وسط الناس، وذلك لسبب بسيط، وهو أن الناس أصبحوا مشغولين جدًّا بصحتهم، وكثر الكلام عن أمراض القلب والموت الفجأة، وهذا انعكس نفسيًا على الناس، وبدأت تظهر لديهم توترات نفسية داخلية ومخاوف مرضية لا تظهر في شكل أعراض نفسية، إنما تظهر في شكل أعراض جسدية، والأعراض الجسدية الشائعة جدًّا هي الشعور بالألم في الصدر، خاصة المنطقة اليسرى، لأن الناس يعتقدون أن القلب موجود في المنطقة اليسرى من الصدر، والقلب موجود في منتصف الصدر مع شيء الإمالة نحو الجهة اليسرى.

فإذن الحالة حالة نفسية مائة بالمائة، انقباضات عضلية بسيطة، ناتجة من القلق والتوتر، هي التي تؤدي إلى هذا الشعور بالوخز، والموضوع ليس له علاقة بالكولسترول، وليس له علاقة بأمراض القلب، وكل الأمر أمر نفسي وبسيط جدًّا في نفس الوقت.

سؤالك: ما هي مواقع آلام القلب؟ .. أنا لا أريدك أن تشغل نفسك بهذا الأمر، لأنك أصلاً لستَ في العمر الذي يحدث فيه أمراض القلب، وآلام القلب دائمًا تكون في منتصف الصدر، وهي آلام شديدة، ثقيلة، وقد تمتد إلى الرقبة أو اليد اليسرى، قد يشعر بها الإنسان أيضًا في أعلى الظهر، وهكذا، لها عدة أشكال ولها عدة طرق تظهر بها، هي آلام بالطبع ليست في الجزء الأيسر وليست نوعًا من الوخز، فأتمنى أن تقتنع بأنك في صحة جيدة.

أعراضك هي أعراض قلق وليست أكثر من ذلك، ونعتبرها حالة (نفسوجسدية) بمعنى أن التوتر النفسي والوساوس البسيطة انعكست عليك وأدت إلى هذه الأعراض.

العلاج هو أن تطمئن تمامًا بأن تزيل من رأسك تمامًا فكرة أنك مريض جسديًا أو حتى نفسيًا، وأن تمارس التمارين الرياضية، نعم هي تمارين ممتازة ومفيدة جدًّا، ويا حبذا أيضًا لو مارست تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (2136015) أرجو أن تتطلع عليها وتتبع التمارين الواضحة والتي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدًّا.

ولي نصيحة أخرى مهمة لك – أيها الابن الفاضل – وهي أن تستفيد من وقتك استفادة جيدة، أن تركز على دراستك، وأن تكون لك صحبة من الخيرين من الشباب، أن تكون من رواد المساجد، أن تكون بارًا بوالديك، ومقدرًا ومحترمًا لمعلميك.. هذا كله - إن شاء الله تعالى – يعود عليك بخير كثير، كما أود أن أوجهك بأن تتخلص من السُّمنة، لأن السمنة تعتبر مرضًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً