الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي حساسة جداً وتتأثر من المواقف البسيطة

السؤال

أمي -أطال الله لي في عمرها- حساسة جدا لأي تصرف غير لائق يصدر منا نحن أولادها أو زوجها، بسرعة تبكي وبسرعة تحزن وتنجرح، وبسرعة تتأثر بالمواقف الإنسانية كالتي تشاهدها حالياً على قنوات الأخبار وما يحصل في سوريا، لدرجة أن ضغطها انخفض عن المعدل ب 9 درجات، وأحست بضيق تنفس، وذهبت للنوم..

قلقت عليها وأريد حلاً لحساسيتها! ماذا أفعل؟ مع العلم أن أختي تجرحها بالكلام أحيانا، وأبي لا يتلفظ بكلمات رومنسية أو جميلة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ meme حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على اهتمامك بأمر والدتك، ونسأل الله تعالى أن يرفع عنكم الظلم، وأن يقصم كل جبار عتيد نعيد، وأن يحقن دماءكم، وأن يتقبل شهداءكم، وأن يشفي جرحاكم، وأن يأخذ كل طاغية أخذ عزيز مقتدر.

والدتك يظهر أن البناء النفسي لديها يقوم على أن شخصيتها تحمل سمات اللطف والحساسية وسرعة التأثر، والإنسان هو عبارة عن وجدان وعن إدراك وعن مشاعر وسلوك، والناس يختلفون تمامًا في هذه المكونات، ويظهر أن والدتك تطبعها وسمات شخصيتها تقوم على سرعة التأثر. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى بعض النساء -خاصة عند عمر الأربعين وما فوق- قد يصبن بشيء من الاكتئاب، والاكتئاب بالطبع يعبر عنه في شكل انفعالات سلبية، البكاء، سرعة الحزن، الشعور بالكدر، عدم إحساس ما هو جميل وطيب.

أيتها الفاضلة الكريمة: ربما يكون الاكتئاب النفسي حتى وإن كان من درجة بسيطة هو الذي جعل مشاعر والدتك تأتيها بهذه الصورة السلبية، فأعتقد أنها في حاجة لشيء من المساندة منكم، وإذا كان بالإمكان أن تقابل طبيبًا نفسيًا هذا سوف يكون جيدًا، لأن مضادات الاكتئاب قطعًا سوف تكون مفيدة في حالتها.

بالنسبة لعلاقتها مع والدك: لا شك أنها تتفهم طبع والدك، وهو كذلك يتفهمها، فأرجو ألا تزعجي نفسك أبدًا بهذا الذي يدور ما بينهما، هم جيل وأنتم جيل، وإن شاء الله تعالى علاقتهما قائمة على المحبة وعلى السكينة وعلى الرحمة وعلى الاحترام.

بارك الله فيكِ، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً