الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متلازمة مارفان.. وخطر الحمل على المريض

السؤال

السلام عليكم

أنا مريضة بمرض متلازمة مارفان، ومقيمة بإسبانيا، والأطباء يقولون إن هذا المرض لا شفاء له، وأريد الإنجاب، ولكن الأطباء منعوني، ويقولون: إني إن حملت فربما أموت، فهل هذا صحيح أم لا؟ إن كان صحيحا فهل من حل لهذه المشكلة؟ أرجوكم ساعدوني هل من دواء؟

أجيبوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ halima حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن متلازمة (مارفان) هي عبارة عن مرض يصيب الأنسجة الضامة في كل الجسم, لذلك فإن هذا المرض يؤثر تقريبا على كل أجهزة الجسم فيؤدي إلى اختلاطات عديدة.

ومن أهم هذه الاختلاطات ما يحدث في القلب والأوعية الدموية, فيحدث ضعف وتشوه في صمامات القلب وفي جدران الشريان الأبهر الصادر من القلب, ويصاب هذا الشريان الهام جدا بالتسلخ؛ مما قد يؤدي إلى تشكل كيسات دموية في جدرانه, تسمى باللغة العربية الطبية (أم الدم الأبهرية) وهي حالة خطرة تهدد حياة المصاب إن تعرضت للتمزق لأي سبب -لا قدر الله-.

كما أن الرئتين قد تصابا بالمرض, فتحدث مشاكل بالتنفس كثيرة.

وبما أن الحمل يضع عبئا إضافيا على القلب وعلى الأوعية الدموية بالذات, فإن هذه التأثيرات الحادثة بفعل المرض ستصبح أشد وأخطر عند الحمل, وقد تعرض حياة الحامل للخطر؛ لذلك يجب تنبيه السيدة المصابة بهذا المرض إلى أن الحمل قد يفاقم الحالة عندها ويعرضها لخطر.

والخوف الأكبر في الحمل هو من أن يحدث اتساع شديد، ومن ثم تمزق في جدران الشريان الأبهر, مما يعني حدوث نزف شديد وخطير في البطن, وبالطبع هذا احتمال قد يحدث, لكنه لا يعني بأنه سيحدث 100% في كل حالات المرض.

ولأننا لا نستطيع معرفة عند من سيحدث هذا الاختلاط, لذلك تنصح المصابة بشكل عام بعدم الحمل.

وقد تبين بأن نسبة حدوث هذا الاختلاط الخطر على الحياة (وهو تمزق الأبهر في الحمل ) يعتمد بنسبة كبيرة على درجة إصابة الشريان الأبهر بالمرض قبل الحمل, فإن كان الشريان غير متوسع قبل الحمل, فإن احتمال تمزقه خلال الحمل يكون ضعيفا, وإن كان متوسعا قبل الحمل, حتى لو كان توسعا بسيطا فقط, فإن احتمال التمزق خلال الحمل يصبح كبيرا وللأسف.

ولذلك -يا عزيزتي- إن أفضل من يقيم حالتك هو الطبيب المتابع لها, فإن قال لك بأن الشريان الأبهر لديك متوسع وضعيف, فلا أنصحك مطلقا بالحمل؛ لأن نسبة حدوث التمزق مع الحمل ستكون عالية, وهذا ما سيعرض حياتك للخطر, وبالطبع هذا لا يجوز فسلامتك أهم من الحمل, هكذا أمرنا الله عز وجل في محكم كتابه الكريم حين قال: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).

وهنالك مشكلة أخرى –يا عزيزتي- أود أن أنبهك إليها في حال عارضت النصائح الطبية وقررت الحمل, وهي أن هذا المرض ينتقل بالوراثة, وهي من الشكل الذي نسميه (الوراثة المسيطرة) فنسبة إصابة المولود هي تقريبا 50% أي أن هنالك احتمالا يعادل50% بأن يأتي المولود مصابا بنفس المرض, في حال نجح الحمل والولادة, والعلم عند الله عز وجل.

أرى أن تركزي جل اهتمامك على صحتك, وأن تلتزمي بالمراجعات الطبية بانتظام, وأن تقبلي بما قسمه الله لك.

أسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا Shahi hani

    أنا مصابة أيضاً بهذه المتلازمة اللهم عوضني خيراً ياكريم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً