الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أوافق على هذا الخاطب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، تقدم لخطبتي شاب من أقاربنا، ورفضت في البداية، لأنه مدخن، ولا أعرف عنه شيئا منذ الصغر، ولكن مع الأيام، وبحكم أنهم من أقاربنا، علمت أنه يصلي، وبار بوالديه جدا، وخلوق، وحنون، ولديه تجارة، وأصبحت في حيرة من أمري جدا؛ لأن أمي قالت لي ورغبتني به، ولكنها تركت لي القرار، وقالت أنت التي ستعيشين معه.

مع العلم أنني فتاة ملتزمة، وجامعية، بينما هو لديه دبلوم، وأخشى أن لا يكون هناك توافق، ووافقت عليه بعد الاستخارة والارتياح، وتقدموا رسميا، ووافق عليه أهلي وفرحت - والحمد لله - ولكن أخي لم يعجبه، وقال بأنه يوجد من هو الأفضل منه، وتكلم عن هذا الشاب بكلام غير لائق، وتوقفت الخطبة، وحزنت جدا، ولكن علمت أن ربي أراد خيرا - فله الحمد- ومضت الأيام، واتضح بأن كلام أخي عن هذا الشاب ليس صحيحا، وأنه شاب محترم، فوافق أهلي بعد رغبة أهل الشاب بالخطوبة، والأمر الآن بين يدي، وأنا خائفة من اتخاذ القرار، أخاف أن أندم عليه، وهو ليس بالسهل، فإذا سمعت عن زواج الأقارب والإجبار أشعر بأنني مثلهم، وإذا سمعت عن زوجين سعيدين شعرت بالفرح، فماذا أفعل؟ فأنا محتارة جدا، وإذا رأينا أحدا يدخن،وانتقدناه، أشعر بالألم لأنه مدخن، مع أنه قال سوف يتركه عند الزواج بي.

كما أود أن أخبركم بأن أهله يحبونني جدا، وهو أيضا، أرشدوني.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المتفائله بالخير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يتم لك الأمر على خير.

أختنا الفاضلة: لا يوجد في الدنيا رجل كامل، ولا ينبغي أن يقاس المرء على أخطائه، بل يقاس على كثرة صوابه، والرجل قد ذكرت فيه من الصفات ما يؤهل أي فتاة للارتباط به، فهو بار، ومصل، وحريص عليك، وأهله يحبونك، وقد استخرت الله عز وجل، ولا نرى أي مبرر للتردد بعد ذلك.

أما مسألة التدخين: فهي معصية، وهو مقر بها، والمعصية إذا أقر بها صاحبها أوشك أن يتركها، ثم إنه قد وعد بتركها، فليس مكابرا أو معاندا، وعليك أن تساعديه على ذلك.

أما مسألة زواج الأقارب: فشأنها مثل زواج غير الأقارب، فيها الصالح والطالح، فلا تقيسي فساد زيجة على الجميع، نعم إذا كانت هناك أمور طبية مثل التحاليل التي تطمئنك، فلا حرج، أما فساد زواج من عدمه فليس له هنا محل.

وختاماً نقول: ما دمت قد استخرت الله، فتوكلي عليه، والله يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

والله يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً