الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب الفصام العاطفي ما اختلافه عن الاضطراب الوجداني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتناول الأدوية التالية منذ سنه تقريباً: تجريتول (600 م.ج) وسبراليكس (20 م.ج) و ابيليفاي (15 م.ج) يومياً، فهل هذه الأدوية جيدة؟ مستوى التجريتول في الدم (10.18) فهل هذا طبيعي؟

كنت أتناول تجريتول (800 م.ج CR سي آر) يومياً، ولكن قرر الطبيب تخفيض الجرعة بعد تحليل الدم إلى (600 م.ج) يومياً، ولا يوجد في الصيدلية CR، أتناول التجريتول العادي، فأيهما أفضل CR أم العادي؟

هل نوبات اضطراب الفصام العاطفي شبيهة بنوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟ وما هو الفرق بينهما؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يوجد بعض التداخل بين الكلمات والأسطر في رسالتك، لكن الذي فهمته منها أنك تعاني من حالة معروفة تعرف باسم (الفصام الوجداني) أو (الفصام العاطفي) وأنك تتناول التجراتول والسبرالكس والإبليفاي بالجرعة التي ذكرتها، ولديك بعض الاستفسارات، وهي حول نوعية الأدوية، وهل هي صحيحة وجيدة؟ وسؤالك الأخير هو حول اضطراب الفصام العاطفي، هل هي شبيهة بنوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟

أيها الفاضل الكريم: أولاً من ناحية العلاج الدوائي أقول لك أن هذه أدوية مثالية جدًّا، بمعنى أنها هي العلاج المطلوب لعلاج الفصام الوجداني، والتجراتول بجرعة ستمائة مليجرام يعتبر مثبتًا جيدًا جدًّا للمزاج، ومن المهم أن تتناول الدواء بجرعة مائتي مليجرام كل ثمان ساعات، هذا يضمن لنا ما نسميه بالانتشار السلس والمنتظم للدواء ليكون مستواه محفوظًا في الدم، لأن الأدوية لديها عمر، وهذا يسمى بـ (العمر النصفي) للدواء.

بعض الناس يتناولون الدواء يقول لك ثلاث مرات في اليوم، وتجد أنه يضيق جدًّا ما بين المسافة الزمنية بين هذه الجرعات مما يُخل بانتشارها وترتيب الجرعات، لذا نقول: الأفضل هو أن يتناول الإنسان كل ثمان ساعات، وهذا يعني ثلاث مرات في اليوم، لكي يكون الانتشار والتوزيع أكثر انضباطًا، فالتجراتول إن لم تجده بالاسم يمكنك أن تسأل عنه تحت مسماه العلمي، وهو (كاربامزبين Carbamazepine) وأعرف أن المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى متوفر بها جميع الأدوية.

أما بالنسبة للسبرالكس فهو محسن للمزاج، والإبليفاي أيضًا ضابطًا للمزاج، ويعمل على الجانب الفصامي في المرض بصورة فعالة جدًّا.

فيا أخِي الكريم: أؤكد لك مرة أخرى أن أدويتك سليمة، ومستوى فحص التجراتول ممتاز جدًّا، فحاول على أدويتك وعلى جرعاتها بالصورة التي وصفها لك الطبيب، وأرجو أيضًا أن تحافظ على مواعيدك المقررة للمراجعات.

سؤالك: نوبات اضطراب الفصام العاطفي شبيهة بنوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟ .. أقول لك نعم، توجد تشابهات لكنها ليست متطابقة، وحقيقة الفصام العاطفي أو الوجداني يعتبر أفضل من ناحية مآلاته – أي نتائج العلاج – يعتبر أفضل من مرض الفصام المعروف، ونتائج العلاج أيضًا تعتبر أفضل من علاج حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة إذا كان من النوع المتكرر بانتكاساته، وهذا نسميه بالباب الدوّار، أي أن المريض يخرج من نوبة ويدخل في نوبة أخرى، وهكذا.

إذن حالتك - إن شاء الله تعالى - هي أفضل من الحالات الأخرى كثيرًا، بشرط أن تهتم جدًّا بعلاجك. الفرق بين الفصام العاطفي والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو أن الأخير لا توجد فيه أعراض فصامية، أما الفصام الوجداني فتوجد فيه أعراض فصامية مثل وجود تهيؤات أو ما يسمى بالأفكار الضلالية، وهي قد لا نشاهدها في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وإن كان في بعض الحالات خاصة في حالات الهوس الحاد يكون المريض أيضًا لديه أفكار اضطهادية، وخلاصة الأمر أن مآل الفصام الوجداني قد يكون أفضل كثيرًا إذا حرص الإنسان في علاجه، وهذه بشرى أود أن أزفها إليك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً