الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحقق النجاح في دراستي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه في هذا الموقع الرائع من استشارات.

حتى لا أطيل، أنا طالب بكلية الطب، كنت قبل دخولي للكلية الأول على المدرسة في أغلب السنوات منذ الابتدائية كما أنني كرمت على مستوى مدارس المحافظة قبل ذلك، لكن بعد دخولي الكلية وابتعادي عن الأهل ( الكلية في مدينة أخرى ).

انقلب كل شيء في حياتي، أدمنت على الكمبيوتر والإنترنت ( أعتقد أني مدمن عليهما منذ صغري لكني كنت أدفع للمذاكرة دفعاً فلم تتح لي فرصة الجلوس أمامهما لوقت طويل كما هي الحال الآن )، ثم تطور الأمر إلى إدمان للمواقع الإباحية والعادة السرية ثم تهاونت في الصلاة جداً! كنت أحاول لعدة مرات أن أعود لكن لم أستطع الاستمرار طويلاً، كرهت المذاكرة ( خصوصا أن مجال الطب يحتاج مذاكرة كثيرة وأنا لا أتحمل المذاكرة لوقت طويل ).

كنت قبل دخول كلية الطب حائراً لا أعرف أي تخصص أدخل حتى آخر لحظة، استخرت الله ثم دخلت كلية الطب، ولكن لا أدري حتى الآن أهي الكلية التي أريدها أم لا، رسبت في السنة الأولى.

ها أنا أعيدها، وحتى الآن لا أدري كيف أبدأ حالتي النفسية طوال شهور سيئة للغاية، لي طموحات كبيرة ولكن ما تلبث أن تصطدم بالواقع فتزيد حالتي بؤساً، لجأت للكذب على أهلي حتى لا يصدموا بنتيجتي، وها أنا أحس بأني سأنكشف قريباً.

كذبت على أمي بأني أذهب إلى الكلية يومياً لكنها اكتشفت في يوم ما مؤخراً أني لم أذهب، وهي حزينة لأني كذبت عليها، وأخشى أن تعلم بكل ما حصل لي في الفترة السابقة فيخيب أملها.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على السؤال، وعلى إطرائك على خدمات الموقع.

كل ما ذكرته في سؤالك لا يبرر تركك لكلية الطب، فلو كنت دخلت أي كلية أخرى كنت سترسب أيضاً، فمن لا يدرس لا ينجح، مهما كان فرع دراسته، ولا أعتقد أن هذا فيه مفاجأة لك.

أنت تعلم ما هو المطلوب، ليس تغيير فرع الدراسة، وإنما نمط الحياة، وهذا التغيير مطلوب مهما كان فرع الدراسة، والسؤال الحقيقي الذي عليك مواجهته، هو ما هو نمط الحياة الذي تريد أن تحياه، وماذا تريد أن تفعل في حياتك الدراسية ومن بعدها المهنية؟

ليكن ما حدث كبوة حصان كما يقال، ليكن ما حدث عبارة عن جرس إنذار لك، لا لتستمر في الكذب والهروب من الواجبات، وإنما مبرر لتغيير نمط حياتك، والعودة لأصلك الذي عشت عليه من قبل.

نعم هناك كثير من الشباب الذين ينجحون في دراستهم وحياتهم عندما يكون هناك متابعة الأهل لهم، وتشجيعهم على الدراسة والعمل، حتى إذا ما انتقل الشاب لمدينة أخرى، واختفت مراقبة الأهل ومتابعتهم، نجد الشاب قد غيّر نمط حياته، مما يجعله يتخبط في دروب الحياة، إلا أن الله موجود سواء كنت مع أهلك أو في مدينة أخرى بعيدة عنهم، فيكف يمكن الآن ممارسة مسؤوليتك عن نفسك، والعمل فيما فيه خير ومصلحتك وسلامتك.

هيا يا ولدي سامي، لتسمو فوق هذه التحديات والصعوبات، وأعد ترتيب وقتك وساعات يومك لتحقق "طموحاتك الكبيرة" التي ذكرتها في سؤالك، ولا تنس أن "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

كم من الطلاب قد رسب سنة، وأعادها، وكان هذا الرسوب رسالة تنبيه له، فأحسن استقبال وفهم هذه الرسالة، فكان من الناجحين ومن المتفوقين.

سؤالك هذا أعادني سنوات للوراء عندما كنت في كلية الطب، فهيا، وعسى أن نراك قريبا، بعد عدة سنوات زميلا لنا نفتخر به في مشافينا.

وفقك الله ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا هع هع

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً