الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الزهايمر يصيب الإنسان في عمر 46 عاما؟ وهل الوراثة سبب له؟

السؤال

أنا أعمل في الكويت منذ خمس سنوات سكرتير مدير، كنت نشطا جدا، ولكن منذ سنة بدأت أنسى بعض الأشياء -وحتى أسماء الموظفين الجدد- وعندي وساوس شديدة أثناء النوم، وفي النهار، وبعض المشاكل في الكلمات، تخرج الكلمات بصعوبة جداً، والآن أنا خائف جدا؛ لأن والدتي -رحمها الله- ماتت بمرض الزهايمر، وكنت معها لحظة بلحظة في مرضها، فكلما أتذكر أن أكون أو أصل إلى هذه الحالة التي كانت عليها أكون في حالة لا بأس بها، فماذا أفعل؟!

أريد أن أنزل إجازة إلى مصر، ولكن كما تعلمون هناك أمور في الحياة اليومية للأولاد لابد من توفيرها لهم حتى يكملوا دراستهم، فماذا أفعل -بالله عليكم- أدعوا الله لي وأفيدوني- وما خاب من استشار أهل الخبرة- أفادكم الله هل الزهايمر يصيب الإنسان في عمر 46 عاما؟ وهل الوراثة سبب؟

أعرف أن العلاج غير متوفر، ولكن عند الله الشفاء!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: نحن الآن في زمن كثر فيه القلق والتوتر، شكوى ضعف التركيز واضطراب الانتباه، وعدم القدرة على حفظ المعلومات، ثم إخراجها بصورة صحيحة أصبحت شكوى منتشرة جداً.

أعتقد أن القلق هو السبب الرئيسي في ذلك، وكل إنسان يمر بتجربة تشوش التفكير، وعدم القدرة على التركيز أول ما يتبادر إلى ذهني موضوع الاصابة بالخرف، وعلة الزهايمر أصبح الكلام عنها كثيرا، وكثيرا جداً، وأصبحت ثقافة عامة لدى الناس.

لاشك أن مرض الزهايمر هو أحد العلل التي تؤدي إلى ضعف الذاكرة، ولكن الزهايمر ليس فقدانا للذاكرة فقط إنما هو تغير في الشخصية، إفتقاد القدرات ومشاكل في المسالك، واعتقادات خاطئة، فهو منظومة كبيرة من الأعراض والعلل النفسية التي تجتمع مع بعضها البعض، وتتفاوت من إنسان إلى آخر، -أيها الفاضل الكريم- ما ذكرته من علة تعاني منها أرى أنها ناتجة من القلق والمخاوف والوسوسة حول علة الزهايمر، ولاشك أن مرافقتك لوالدتك -عليها رحمة الله- هي الرابط النفسي الرئيسي التي جعلك تفكر على هذه الشاكلة.

كل الذين يأتيهم هذا الشعور بأنهم يعانون من علة الزهايمر، ننصحهم بمقابلة الطبيب النفسي وذلك لسبب بسيط وهو أن شكوكهم وظنونهم وتخوفهم سوف يظل موجودا، إذا لم يتم التقييم المهني الإكلينيكي المباشر، وهذا أقصد به الفحص المباشر من الطبيب، وإجراء بعض الاختبارات.

فيا أخي الكريم: أنا لا أعتقد أبداً أنك تعاني من هذه العلة، ولكن لتصبح أكثر اطمئناناً أرجو أن تقابل طبيبا نفسيا في مصر، أو في الكويت، وتوضح له كل الأعراض التي تعاني منها، دون أن تنحرف لموضوع الزهايمر، دع الطبيب هو الذي يقيم الحالة، وبعد ذلك لك الحق في أن تسأل أي أسئلة تسبب لك ازعاجا.

سؤالك هل يصيب الزهايمر الإنسان في عمر (46) سنة الإجابة نعم، هنالك حالات قليلة لاشك في ذلك، أنا رأيت من أصيب بعلة الزهايمر، وهو في عمر (39) سنة، لكن هذه ليست قاعدة الزهايمر مرض إذا حسبناه من الناحية الإحصائية نستطيع أن نقول أن (5%) من الذين هم فوق (65%) سنة يعانون من علة الزهايمر، وتقريباً (15%) ممن هم فوق سن (70) سنة يعانون من هذه العلة تقريباً، وتقريباً ( 25 -30%) من الذين هم فوق عمر (80) عاما يعانون من علة الزهايمر.

بالمناسبة الزهايمر ليس هو السبب الوحيد في الخرف، هنالك ما يعرف بالخرف الوعائي الناتج من تصلب الشرايين، وهنالك الخرف الناتج من العلل الرعاشية، وهنالك الفص الإمامي والفص الصدغي، هناك الآن إشاعة كبيرة جداً، هل تلعب الوراثة دوراً في الزهايمر؟

مساهمة الوراثة مساهمة ضعيفة جداً، لكن الزهايمر نفسه في بعض الأحيان يكون له روابط جينية أي أن هنالك جينات معينة يحصل فيها تغير ربما تكون هي السبب في هذه العلة، وهذا لا يعني أن السبب الرئيسي هو الوراثة، أنصحك أخي الكريم بأن تراجع الطبيب من أجل أن تطمئن فقط.

موضوع الإجازة نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمر ذهابك إلى مصر، وأن يحفظ ذريتك، وأن يوفقك في أن تقوم بالتزاماتهم، ولا تكلف نفسك فوق طاقتها، دبر أمورك وحدد أسبقياتك فيما يخص الشئون المالية، وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك هذا أخي هو الذي يجب أن تنتهجه في هذا السياق.

إذا كان القلق يسيطر عليك بدرجة كبيرة، وإلى أن تذهب إلى الطبيب هنالك دواء بسيط جداً يعرف باسم فلوبتكسول، واسمه التجاري فلوناكسول يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام تناولها يومياً لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك -أخي الكريم- نسأل الله لك العافية والسداد والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً