الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوم متواصل ونسيان وفقدان للعاطفة والجنس.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري وحيد لأمي, توفي والدي باكراً, أعاني من مشاكل نفسية وإكتئاب أثر سلبا على تحصيلي العلمي, وقد فكرت مليا بالإنتحار, راجعت الكثير من الأطباء النفسيين، ولكن لم أتحسن كثيراً.

أعراض ما أعاني منه قبل العلاج بالأدوية:

1- الخوف: كالخوف من إستعمال المصعد الكهربائي, الخوف من الخروج إلى السبورة في الصف لحل مسألة, الخوف من الظلام.

2- عدم الرضا عن النفس، والشعور الدائم بالتشاؤم.

3- كثرة النوم، والضحك بدون إرادة.

4- الوهن في الجسم والضعف والخمول.

5- الشعور بأن جميع الناس في الطرقات تراقبني أو تتحدث عني حتى أصبح هذا الشعور وسواساً ملازما.

6- عدم القدرة على التفكير والتركيز.

مرحلة ما بعد العلاج:

1- زوال الخوف بنسبة 70%.
2- عدم الضحك.
3- عدم الشعور بمراقبة الناس بالطرقات.
4- التطور في التفكير بنسبة 30%.
5- عدم التشاؤم.

الأعراض التي نجمت بعد الدواء:

1- فقدان الشهوة الجنسية بشكل تام، والتي لم تكن موجودة من قبل.

2- فقدان العاطفة بشكل كامل بحيث أصبحت غير قادر على الحب أو الكراهية، حتى وصل الأمر بعدم الشعور بأي اهتمام فيما لو فقدت الناس حولي حتى أمي.

3-النسيان بشكل دائم، وعدم فهم ما أقرأ في كثير من الأحيان.

4-النوم مازال ملازما لي بشكل دائم.

5- الانفصال عن الواقع، وعن ما يحدث حولي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد سردت الأعراض التي تعاني منها التي ذكرتها، والتي أدخلتك في حالة من الكرب والتفكير في الانتحار، وأنك ترددت على الكثير من الأطباء، ولم تتحسن كثيرًا، الأعراض التي ذكرتها كلها أعراض نعتبرها ضرورية لتشخيص حالتك، ولا شك أن الطبيب قد أوضح لك التفاصيل التشخيصية حول الحالة.

بالنسبة للعلاج: أرى أن العلاج قد أفادك بدرجة كبيرة، زوال الضحك، عدم الشعور بمراقبة الآخرين لك، زوال الخوف بنسبة عالية، هنالك تطور في التفكير حتى وإن كان بسيطًا، وعدم التشاؤم هذا أيضا شيء جيد.

فيا أخِي الكريم: أنت بخير، وهذه النسبة العلاجية التي وصلت لها في الطب النفسي تعتبر نسبة عالية جدًّا.

بعد ذلك ينبغي أن تراجع الأدوية فيما يخص المقدرات الجنسية، والحياد، أو التبلد العاطفي، وعدم التركيز، وموضوع النوم، والانفصال عن الواقع، هذه جزئيات لا أعتقد أن جميعها من الدواء، فيها جزء من الدواء، وجزء أعتقد أنه في الأصل هو من مكونات المرض، مثلاً الانفصال عن الواقع وعما يحدث حولك، هذه حالة قلقية معروفة جدًّا تسمى بـ (اضطراب الأنّية).

النسيان بشكل دائم، هذا قد يكون من الدواء، وقد يكون من الحالة النفسية.

فيا أيها الفاضل الكريم: كن أكثر تفاؤلاً، وعليك أن تطور نفسك من خلال الانخراط في أنشطة مختلفة، التركيز على الدراسة، وممارسة الرياضة، وهذا كله لا يتأتى إلا من خلال تنظيم الوقت بصورة جيدة، إذا نظمت وقتك وأدرته وأفلحت في ذلك سوف تجد أن الهموم قل قلّت وأن الإنجازات قد كثرت، وأن النفس قد تفاءلت.

فيا أخِي الكريم: لا تيأس أبدًا، والأدوية يمكن أن تُعدل، أنت لم تذكر الأدوية التي تناولتها، لكن مثلاً في موضوع التركيز وتحسين الدافعية هنالك دواء ممتاز يعرف (سيدرولكت Sedrolect)، ويسمى علميًا (سيرإندول Sretindoine) هذا الدواء يعالج بعض الحالات الذهانية، لكنه يحسن التركيز بصورة جيدة جدًّا، وهنالك عقار (سوركويل) أيضًا نحن نعتبره من الأدوية الجيدة.

فلا تيأس أبدًا، لا تقنط أبدًا، حالتك - إن شاء الله تعالى – تحت التحكم العلاجي التام، ومن جانبنا نصيحتنا لك: التفكير الإيجابي مهم وضروري جدًّا، والحياة طيبة، وسّع من نسيجك الاجتماعي، واطرد هذه الأفكار اللعينة، أفكار الانتحار وخلافه، يجب ألا يكون لها مكان في تفكيرك، وأنا متأكد أنك لن تُقدم على عمل مشين مثل هذا، وأنا أؤكد لك حقيقة أخرى، وهي أن الطب النفسي يسير بتقدم شديد، هنالك أدوية واعدة جدًّا ربما تحسن حياة الناس أفضل مما نحن عليه الآن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً