الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في البطن والحلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على خدمتك الرائعة للإسلام والمسلمين.

أنا أعاني من مشاكل في البطن، قرأت كثيرا من استشاراتكم لكني لم أصل لحل ثابت.
أنا أعاني من مشاكل أعلى الحلق مثل الحكة بعد العطاس، وأحيانا خروج دم على شكل خيط وبلغم مستمر، لكن لا أستطيع إخراجه، وآلام خفيفة في المعدة مع كثرة التجشؤ، ودائما عند الاستيقاظ من النوم تكون هناك سوائل غريبة في فمي تميل للون البني، ودائما أحس بطعم في فمي لا أدري ما مصدره، وعندما ذهبت للطبيب وصف لي -ريالوكس- وشرابا آخر أظن أنه للبلغم، وسائل غرغرة للفم، لكني لم آخذ الدواء بانتظام، والآن لا زلت أعاني من هذه الأعراض، فما تشخيصكم لهذا؟

ملاحظة:
عندي صداع دائم وأصوات في الاذن.

ومشكلتي الثانيه أنني أعاني من غازات في البطن، وكثرة تجشؤ، وأعاني أيضا من آلام في فتحة الشرج، وأحيانا تكون مثل وخز الإبر، وخاصة عند إخراج الغازات بقوة، وآلام بعد التبرز قد تستمر لربع ساعة أو عشر دقائق، عملت فحصا للبراز فخرجت النتائج سليمة -والحمد لله- ووصف لي الأطباء مرهم -ريالوكين- وحبوب نسيت اسمها لكنها للقولون -على غالب ظني- فتحسنت عليه -ولله الحمد- لكن لم أشف كليا، وذهبت مرة أخرى للطبيب وفحص منطقة الشرج - بدون استخدام أي آلة وأعطاني مرهم -ريالوكين- أيضا فتحسنت عليه نوعا ما، وبعدها توفقت عنه، والآن أحس بآلام في فتحة الشرج، فهل أستمر على مرهم - ريالوكين- أم ماذا؟ وكيف تشخصون الغازات في البطن وأصوات المعدة؟

وأحيانا أشعر بسائل غريب عند إخراج الريح بقوة، فما تشخصيكم لهذا؟ وهل تنصحوني بحبوب باسكوبان؟ وهل يجب عمل منظار للقولون؟

ملاحظة:
كان يخرج مني من قبل -أعزكم الله- آثار للبراز، فهل هذا له علاقة بآلام الشرج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن وجود البلغم المستمر وخيط الدم إما أن يكون سببه التهابا في الجيوب؛ مما يسبب نزول البلغم من الأنف وإلى البلعوم من الخلف، ومن ثم إلى الحنجرة، وهذا يشعر به المرضى في الصباح مثل البلغم في الحنجرة، ويحاول المريض أن يخرجه، وقد لا يكون سهلا؛ ولذا فإنه في مثل هذه الحالة ينصح بمراجعة طبيب مختص بالأذن والأنف والحنجرة لإجراء صور للجيوب، وفي بعض الحالات يكون السبب حالة تحسسية في الأنف.

ومن ناحية أخرى فإن بعض المرضى الذين يعانون من ارتجاع في حموضة المعدة فإنهم يعانون من سعال وبلغم خاصة في الليل وعند الصباح وعادة ما يشكو المريض من حرقة خلف الصدر، إلا أن بعض الناس لا يشكون من حرقة، وإنما من أعراض صدرية؛ ولذا فإنني أرى أن تتناول أحد الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة مثل Losec 20 يوميا قبل الطعام بربع ساعة، وتراقب الأعراض لمدة أسبوعين فإن خفت الأعراض فيكون منها فإن لم تتحسن الأعراض فيجب أن تجرى صورة للجيوب الأنفية.

أما الصداع فهو من اكثر الشكاوي التي يشكو منها الناس، وأكثر أنواع الصداع هو الصداع التوتري، وهذا يحتاج للمسكنات فقط، وأما عن الغازات فيجب أن تعرف سبب تشكل الغازات في الأمعاء عندك حتى نتجنبها أو نعالجها، وأذكر هنا الأسباب لكثرة الغازات في البطن لكي تتعرف أنت على أي من هذه الأسباب أو أكثر من سبب عندك وبالتالي تجنبه:
- تناول الطعام بشراهة وبسرعة دون مضغ؛ مما يساعد على دخول كميات كبيرة من الهواء مع الطعام.
- المشروبات الغازية تحتوي على ثاني أكسيد الكربون، وهذه الغازات التي تتحرر تتجمع في المعدة، فإما أن نخرجها بشكل تجشؤ أو أنها تنزل إلى الأمعاء.
- الإمساك الذي يؤدي إلى بقاء الطعام فترة طويلة؛ مما يسبب تخمراً في الطعام، وبالتالي الغازات.
- بعض الأطعمة مثل الحليب ومشتقاته تسبب زيادة في تشكل الغازات، خاصة عند الناس الذين يشكون من نقص خميرة خاصة بهضم الحليب، ويلاحظ المرضى آلاما وإسهالا غازات كلما شربوا الحليب، ولا يحصل هذا الشيء مع تناول الزبادي (اللبن).
- البقوليات والملفوف والقرنبيط والفجل واللفت، من الأطعمة المولدة للغازات.
- استعمال النرجيلة فإنه يدخل كمية كبيرة من الدخان أو الغازات إلى البطن، ومضغ العلكة - اللبان - والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء.

لذا عليك معرفة الأسباب التي ذكرتها والابتعاد عنها، فإن أكثر الطرق شيوعا لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي تغيير العادات الغذائية، وتناول الأدوية وبعض الأعشاب، وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان، وهناك بعض الأدوية التي تساعد على التقليل من غازات البطن بعد محاولة علاج الأسباب التي ذكرتها، ومن هذه الأدوية دواء يُسمى: dysflatly ثلاث مرات في اليوم، والفحم المنشط الذي يعمل على تقليل الغازات فيزيائيا من خلال عملية الامتصاص.

والسائل الذي تحس به مع خروج الغازات هو مخاط، وهو من الأمور التي تحصل مع القولون العصبي، ويفضل الاستمرار على الأدوية التي تتناولها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً