الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تسبب أنيميا الفول كل هذه الأعراض؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أصبت وأنا طفل بمرض أنيميا الفول, وتم نقل دم لي, وطلب الدكتور من الأهل أن لا أتناول البقوليات إلا بعد سن اثني عشرة سنة.

أما عن نسبة الإنزيم لدي فهي 0.3, وأنا الآن أتناول البقوليات بصورة طبيعية لكني دائم الإحساس بإجهاد, وتعب, وخمول, وعدم القدرة على أداء الكثير من الأعمال, كما أشعر بآلام في الجسم كله, لا تختفي أبدا, وذاكرتي تضمحل, وتركيزي ضعيف جدا، فهل لهذا التعب علاقة بأنيميا الفول؟

مع العلم أني قمت قريبا بعمل مجموعة كبيرة من التحاليل الطبية, كصورة الدم, ووظائف الكبد والكلى, والسكري, وكالسيوم, ونسبة الأملاح, وعديد من التحاليل الأخرى, وكانت كلها سليمة بفضل الله.

فإذا كان كل ذلك بسب أنيميا الفول؛ فما هو المطلوب من علاج أو أشياء يجب فعلها تجاه ذلك؟

شكرا لاهتمامكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنيميا الفول أو مرض (G6PD) هو مرض وراثي يؤدي إلى نقص أنزيم يسمى جلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز, وهذا الأنزيم يوجد في جدار كريات الدم الحمراء, ويحميها من المواد المؤكسدة, وهذه المواد تعمل على إذابة أو تحلل الدهون الموجودة في جدار خلايا الكرات الحمراء في الدم, وعدم وجود الأنزيم الذي يحمي الخلايا يؤدي إلى تحلل وتكسر الكرات الحمراء, وهذا يؤدي إلى أنيميا الفول.

وهذه المواد المؤكسدة موجودة في المأكولات البقولية (وهي البقول ذات الفلقتين) مثل الفول, وهو أشهرها, والعدس, والحمص, والفاصوليا, واللب, وغيره, والفول هنا هو أخطرهم وهو أنواع (الأخضر, والنابت, والمدمس) وقد وجد أن هذه المواد المؤكسدة تتكسر بالحرارة, وبناء عليه فإن الفول الأخضر هو الأخطر؛ لأنه لا يتعرض للحرارة, يليه النابت, وأقلهم المدمس؛ لأنه يأخذ وقتا طويلا على النار حتى يستوي وبذلك تتكسر المواد فيه.

وبعض الأدوية مثل مركبات السلفا كلها, وبعض المضادات الحيوية وأشهرها الكلورامفينيكول, ومضادات الملاريا, وبعض الروائح, وأشهرها مادة النفتالين, والمبيدات الحشرية بجميع أنواعها وكذلك الأسبرين.

ويتحسن مستوى هذا الأنزيم بعد فترة البلوغ, وغالبا هرمونات الذكورة تساعد على تكوينه في الدم, وبالتالي تمنع المواد المؤكسدة من تكسير, وتحلل كرات الدم الحمراء, ويمكنك عمل تحليل لهذا الأنزيم (G6PD)وسوف تجده طبيعيا إن شاء الله.

وبالتالي الأعراض التي تشتكي منها ربما ترتبط بشيء آخر مثل نقص الفيتامينات والأملاح المعدنية الموجودة في الفواكه, والخضروات, والحبوب مثل القمح, والشوفان, واللحوم الحمراء, والأسماك التي تحتوي على أوميجا 3, وفيتامين د نقصه منتشر, ويؤدي إلى بعض الأعراض التي تشتكي منها, ويؤخذ كبسولة كل أسبوع لمدة 4 شهور, مع التعرض لأشعة الشمس أثناء لعب كرة القدم مثلا, أو المشي 3 مرات أسبوعيا لأكثر من نصف ساعة بلباس رياضي؛ لأن نقص اللياقة البدنية يؤدي أيضا إلى الخمول والكسل, والتدريب على حل المسائل الرياضية ينشط الذاكرة, ويساعد على الحفظ, كذلك التدريب على حفظ القرآن الكريم يحسن اللغة والحفظ.

ويجب تجنب أطعمة المطاعم, والمشروبات الغازية, والتدخين إذا كنت مدخنا, وممارسة الرياضة, خصوصا المشي في الهواء الطلق, والقراءة الحرة, وهناك كتاب لطالب عبقري ما زال يدرس في كلية الصيدلة في مصر, اسمه دليل الطالب العبقري, وهو الذي أنشأ علما جديدا يسمى ديناتولوجي, مفيد جدا في ترتيب الأولويات, وتعليم طرق جديدة للتحصيل والفهم بطريقة شيقة وممتعة في نفس الوقت, فاحرص على اقتنائه والعمل بما فيه.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر دغيم

    مش بطال ياعيال

  • مصر اميره

    جزاك الله كل الخير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً