الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض الفصام سبب لي رهابا اجتماعيا.. فما العلاج؟

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع, وجعله في ميزان أعمالكم.

أرجو مساعدتي في حل مشكلتي التي أعاني منها منذ مدة طويلة, فأنا مريض بالفصام الزوري منذ ثمان سنوات, ولم أنتظم على العلاج إلا منذ سنتين, وحاليا أتناول إبرة رسيبيدال كونستا 25 ملغم, وحبة رسبيدال 2 ملغم ليلا, وادرنال 10 ملغم ثلاث مرات, ولميكتال مرتان يوميا.

لدي عرض منذ بداية المرض لم يذهب, أحاول دائما أن لا أنظر إلى المنطقة الوسطى من الناس وأتحاشاها حتى لا يقولوا أني شاذ جنسيا, رغم أني أعرف أنها فكرة سخيفة, وأرتبك عند الحديث مع الناس, ولا أعرف أين أنظر, حتى مع أبي.

هذا العرض سبب لي رهابا اجتماعيا, كما أني أجد صعوبة في ابتكار الأفكار, والحديث الاعتيادي.

والسلام ختام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: أقول لك حقيقة أنت مشكور جدا لأنك متفهم لطبيعة مرضك, والذي يظهر لي أنك ملتزم التزاما قاطعا بالعلاج, وهذا -إن شاء الله- يصب في مصلحتك, وأنت أخذت بالأسباب أخذا كاملا, ومكافأتك بإذن الله هي الشفاء والعافية, وأنت تعيش حياة طيبة.

أخي: قبل أن أتحدث عن العرض الوسواسي الذي يزعجك, أود أن أنصحك أن تعيش حياة طبيعة؛ لأنك بالفعل طبيعي, ومقتدر, وما دمت تتناول علاجك بالتزام, ومنخرط في وظيفتك وفي عملك, فاعلم أن التواصل الاجتماعي, وبر الوالدين, وتقوى الله تعالى؛ هي دعائم أساسية لأن يعيش الإنسان في سعادة وهناء وراحة بال, وهذا مطلوب أيها الفاضل.

ولا بد أن تكافئ نفسك بأن تقول لنفسك هذا المرض بالرغم من شدته ونوعيته إلا أن الله تعالى قد حباني بالصحة والعافية, وها أنا أتفاعل وأعيش كما يعيش بقية الناس, لا بد أن تحفز نفسك من خلال هذا الفكر الإيجابي.

أما بالنسبة للفكرة الوسواسية هذه فيا أخي: أنت تعرف أن هذا النوع من الوساوس يجب أن يحقر تحقيرا تاما, قل له أنت وسواس سخيف, وأنت وسواس حقير, وسوف أنظر إلى الناس في جميع جسدهم, وأنا رجل مخلص النية, وأنا لست بشاذ، أسقط على نفسك مثل هذا الفكر, وبعد ذلك أنصحك -أيها الفاضل الكريم- بأن تبدأ في النظر التدريجي, وهذا نسميه التحسين التدريجي.

مثلا حين ترى الصور -صور الناس- انظر إلى هذه المنطقة الوسطى على وجه الخصوص, وأنت تعرف تماما أنك لا تكشف عورة الناس أبدا, بعد ذلك ابدأ بداية عادية لأن تنظر إلى الإنسان كاملا, وحين تقابل أحدا بالطبع تسلم عليه, وتذكر أن تبسمك في وجهه صدقة, لكنك تتجنب أن ترى أي جزء من جسده, أنت لا تحتاج إلى أن تحملق في الناس هكذا, لكن أيضا يجب أن لا تتجنبهم.

إذن تحقير الفكرة هو الذي سوف يساعدك, والتحسين التدريجي من خلال التغير الفكري والنظر إلى صور الناس كما ذكرنا, وهكذا تطبق بعد ذلك في الواقع, وأعتقد أن هذا هو العلاج, والأمر بسيط جدا.

هنالك بالطبع أدوية مضادة للوساوس, ولكن أدوية الوساوس هي في الأصل أدوية مضادة للاكتئاب أيضا، العلماء لم يستحسنوا استعمالها في حالة وجود مرض الفصام, وإن كنت لا أقول أنها ممنوعة، وهنالك مثلا دواء البروزاك, ممتاز ورائع جدا في علاج الوساوس, وكذلك الفافرين متميز.

ربما تحتاج لأحد هذين الدواءين بجرعة بسيطة ولمدة بسيطة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، مثلاً البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر, هذا سوف يعطيك دفعة معنوية قوية, وخاصيته المضادة للوساوس هي مشهودة تماما, وفي نفس الوقت -إن شاء الله تعالى- لن يؤثر عليك سلبا.

فيما يخص حالتك الأساسية وهي الفصام الزواري هذا مقترحه, أقدمه لك وأنا مطمئن تماما, لكن أرجو التشاور مع طبيبك؛ لتأخذ القرار النهائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً