الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق وعدم إحساس بالسعادة في بداية خطوبتي.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم.

قبل أربعة أشهر رأيت بنتا وأعجبتني، وأخبرت أهلي ليخطبوها -والحمد لله- وافقوا علي، لكن أباها شرط علينا أن نكتفي بقراءة الفاتحة، وبعد فترة يتم كتب الكتاب، وكنا نلح عليه، ونضغط عليه أن نكتب الكتاب، وأخيرا قبل أن نكتب الكتاب بيوم شاهدت الفتاة، فكأنها غير سليمة وقصيرة، وفيها عوج، فتغيرت تعبيرات وجهي، وما قدرت أن أتكلم معها، وذهبت إلى البيت، ومن يومها إلى اليوم تقريبا 3 أشهر، وأنا في تفكير متواصل، هموم، ولم أعد سعيدا مثل قبل.

أحس أني مخنوق، ذهبت إليهم مرتين بالأسبوع، مع أني لا أحب ذلك، فأنا أضغط على نفسي لما أتكلم معها، وأحسسها أني سعيد، لكني داخليا لست سعيدا.

ساعدني أرجوك دكتور ففترة خطوبة المفروض أن أكون أسعد إنسان، ساعدني فأنا أرى خطيبتي كلها مشاكل، وأحيانا لا أحب حتى أن أفكر فيها؛ ملاحظة (غالبية التفكير أقول لنفسي إذا كانت هذه فترة الخطوبة، أقعد معها ساعتين على مظظ، فكيف سأعيش معها عمرا كاملا، مع أنه أنا الذي اخترتها، ما السبب؟ وهل Dogmatil 50 mg مناسب لحالتي؟

ساعدني لا أريد تركها، لكن أريد أن أرتاح من التفكير المتواصل والخوف والوساوس، وهل هي تغيرات مرحلية نفسية؟ لأني كنت قبل الخطوبة مرتاحا، والآن أحس أني مخدر، عديم الإحساس، نشوة الفرح اختفت، انشراح الصدر اختفى، السعادة اختفت، أتكلم معها كأنها شخص عادي، انصحني هل أبقى معها أم ماذا؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أيها الفاضل الكريم: فأنت حين تقدمت لهذه الفتاة لابد أن يكون اختيارك هذا كان على أسس مقنعة، لأن الإنسان لا يَقدم أبدًا على مثل هذه الخطوة دون أن تكون لديه قناعات حقيقية.

لا أعتقد أن القرار كان قرارًا مندفعًا، والذي حدث لك من تغير ربما يكون هو نوع من عدم القدرة على التكيف، حيث إن الناس تختلف في توقعاتها وفي تقييمها للأمور، وبعض الناس قد يؤولون الأمور بصورة سلبية حتى وإن كان الأمر إيجابيًا، أعتقد أن هذا هو الشيء الذي حدث لك، عدم تكيف مع الوضع الجديد، وتوقعاتك حول المرأة والزواج ربما يكون فيه شيء لا أقول من المبالغة، لكن هذه التوقعات ربما يكون سقفها غير واقعي.

فأنت إن كنت ترى في هذه الفتاة ما يجعلك تتخذها زوجة فأعتقد أن القرار بسيط، والقرار سيكون مريحًا لك جدًّا، لكن إن بدأت تبحث عن عيوبها، فهذا يجعلني في وضع غير مطمئن لاستمرارية الزواج.

إذا بحثت عن عيوب الناس سوف تجدها كثيرة وكثيرة جدًّا، لكن أن تبحث عن محاسنهم فقد لا تجدها كثيرة، لكن حتى وإن كانت قليلة يجب أن تكون مقنعة لك، خاصة فيما يخص أمر الزواج.

فيا أيها الفاضل الكريم: انظر إلى ما هو إيجابي حول هذه المرأة، انظر إلى دينها، انظر إلى خلقها، لا تتحسس حول الأمور البسيطة، وأنا متأكد أن أهلك إن لم يكونوا على قناعة باختيارك لما وافقوا عليها، هي من وجهة نظري ليست نكسة، إنما عدم القدرة على التوافق، وحاول أن تستخير الله مرة أخرى.

ومن حيث العلاجات الدوائية: أنا لا أؤيد ذلك كثيرًا، لكن في ذات الوقت لا أمانع أن تتناول شيئا بسيطا يُقلل من توترك وقلقك، لا أقول لك أن هناك حبة سوف تجلب لك السعادة، هذا الكلام ليس صحيحًا، السعادة تأتي من التوائم الداخلي، من الطمأنينة، من الحرص على أمور الدين، وأن تكون هنالك نظرة إيجابية.

إذن لا مانع من أن تتناول الدوجماتيل بجرعة خمسين مليجرامًا، ابدأ بكبسولة واحدة لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: حاول أن تصرف انتباهك أيضًا للأمور الحياتية الأخرى، يجب أن تبحث عن عمل - هذا مهم وضروري – يجب أن تغير من نمط حياتك، هذا أيضًا سوف يُضيف لك إضافات إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً