الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل حركة الأشياء وهي ساكنة.. هل أنا مصابة بالفصام أم لا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ترددت كثيرا قبل أن أكتب، ولكن ثقتي بموقعكم القيم هي الذي دفعتني لكتابة هذه الرسالة التي أتمنى أن ترودا عليها ردا وافيا.

سؤالي: هل أنا مريضة بالفصام أم لا؟

وما دفعني لهذا السؤال أشياء كثيرة أهمها: أنني أعيش بين أهلي، ولكني أغلب اليوم أنعزل في غرفة إلى جانب الإهمال الواضح جدا عليّ: من حيث الملبس، والنظافة الشخصية، ودائما أظن بمن هم حولي بطريقة سيئة؛ لذلك أنا سريعة الغضب، حتى ولو كان الأمر تافها وأغلب يومي صامتة، وأعيش في أحلام يقظة حتى أني بسبب هذه الأحلام أصبحت باردة المشاعر، أضحك وقت الحزن، وأحزن وقت الفرح، هذا كله في كفة، وخوفي الذي ليس له داع، وخاصة قبل النوم، أشعر أن هناك أحدا سوف يأتي ويضربني على فراشي؛ لذلك قبل أن أنام ألتف بالغطاء جيدا، بل أتكفن بالغطاء.

وأيضا الطنين المتواصل، وخاصة فبل النوم يكون شديدا، وأسمع أشخاصا ينادوني، لا أعرفهم فقط ينادوني، فألتفت أبحث عنهم فلا أجدهم، وأكتشف أن لا أحد يناديني فأسكت، وأيضا أرى الأشياء تتحرك، فمثلا وأنا جالسة على سريري أتخيل أن دولاب الملابس تحرك من مكانه، ولكن في الأصل هو ثابت، وأرى الشباك أيضا يتحرك من مكانه.

أرجو أن أكون قد وفيت في وصف حالتي، وأعتذر عن الإطالة، وأتمنى أن أجد جوابا شافيا كافيا لما أعانيه، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حسين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مرض الفصام له عدة أنواع، وله معايير تشخيصية، وحقيقة ليس من الحكمة أبداً أن أشخص مرض الفصام من خلال مثل هذه الاستشارات والمراسلات؛ فهذا لا يعني أننا نغفل الحقائق عن أحد؛ لكن الطبيب مهما كان حاذقاً ومقتدراً، لابد أن يجري أكثر من معاينة للمريض؛ حتى يستطيع من خلال هذه المقابلات الجيدة والرصينة أن يصل إلى التشخيص الصحيح؛ هل يوجد مرض الفصام أم لا، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى أنت أشرت إلى بعض الأعراض التي نشاهدها في مرض الفصام؛ لكن أعراضك من الناحية الكيفية هي أقل مما نشاهده في الفصام من حيث الكم، ومن حيث إنك تعانين من بعض الاضطرابات المزاجية، مثل: الضحك وقت الحزن، والحزن وقت الفرح.

وموضوع الهلاوس هذا أمر أكيد لتشخيص الفصام؛ لكن لا أرى أن هلاوسك من النوع الذي يفي بالشروط المعيارية لتشخيص الفصام، أعتقد أن حالتك هي حالة قلق نفسي، ومخاوفك من مرض الفصام أدت إلى ما يمكن أن نعتبره مشاعر إيحائية، جعلتك توسوسين حول مرض الفصام، وأنا لا أعتقد أبداً، أو لا أستطيع أن أقول أنك تعانين من مرض الفصام، لكن في ذات الوقت يجب أن تذهبي وتقابلي الطبيب، وهذا أفضل.

ومقابلة الطبيب مهمة لعدة أسباب: أهم سبب أن هذا الهاجس الوسواسي الذي أصبح متسلطا عليك، وهو هل أنت مصابة بمرض الفصام أم لا؟ لن يحسم أمره إلا من خلال مقابلة الطبيب، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: هنالك ظاهرة نفسية أمامنا إن لم تكن مرض الفصام، فلابد أن تكون شيئا آخر مثلاً: قلق المخاوف الوسواسي، وهذا يمكن علاجه.

كذلك من الأمور المهمة: أن الحكمة الطبية تحتم الآن أن التدخل المبكر في علاج الحالات النفسية هو من أفضل وأنجع وأنجح الوسائل للتصدي لكل الحالات النفسية، وكذلك الأمراض العقلية وكذلك الذهانية.

فأرجو أن تسألي وتقابلي الطبيب النفسي، ولا أعتقد أنك بحاجة إلى أكثر من مقابلة الطبيب، وقد صغت لك الأسباب الضرورية التي تدل على قناعة تامة أن مقابلة الطبيب سوف تفيدك، وأرجو أن تقتنعي أنت بذلك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً