الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت الصلاة في المسجد لشعوري بمراقبة الناس لي..

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

أولا: وقبل كل شيء أريد أن أقول كلمة شكر لكل رواد هذا الموقع الرائع، والذي يمكننا من طرح مشاكلنا واستشاراتنا.

- مشكلتي أظن أنها نفسية، فأنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة، متخرج من الجامعة, أعلم أنه موضوع تستطيعون القول أنه غير مهم، ولكنه يؤثر فيّ كثيرا، فانا شاب ملتزم في صلاتي أصليها في المسجد، وهناك أطفال ينتمون إلى مدرسة تعليم القرآن، ويأتون ليصلوا معنا، فالغريب في الأمر أنني يوم الخميس والجمعة والسبت أحس براحة تامة جدا، وأصلي صلاة سليمة، وذلك لعدم وجود الأطفال الذين يتعلمون القرآن.

ولكن في الأيام الباقية يكونون في المسجد، فعندما يرونني يتهامسون ويضحكون، فلا أصلي في راحة تامة، مع العلم أنني أحب الجلوس في الصفوف الأولى، وهم في نفس الصف (مع العلم أنني حسن المظهر -والحمد لله- ولا يوجد فيّ شيء يثير الضحك، ولكن أظن أنني أعمل حركات نسائية أحيانا (هذا ما أظن)، ولكن لي صديق مقرب سألته إن كنت أقوم بحركات نسائية فنفى ذلك.

أرجو من سيادتكم الرد على هذه الحالة، فصدقا أصبحت أحيانا لا أذهب للمسجد لهذا السبب، وذلك لأن الأطفال يتهامسون عليّ، وكل الناس يرونهم كيف يلتفتون إلي.

أنا لا أحب أن ينظر الناس لي بطريقة مشينة، أرجوا ردكم المقنع كما عهدناكم.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى مدحك لخدمات الموقع، فهذا أمر نعتز به كثيرا.

وليس عندنا -ولله الحمد- سؤال غير مهم، فما هو مهم للسائل، مهم لنا وهذا هو أساس القياس عندنا.

يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء، حيث تتأثر بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، وبالنسبة لبعض حركاتك التي ظننت أنها تشبه حركات النساء، فيكفيك نفي صديقك لهذا الأمر.

ونرى عادة مثل من يعاني من هذا الأمر يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، وقد ينفعل وحتى قد ترتجف بعض عضلاته من شدة الارتباك.

ولعل ما يمرّ بك هو أيضا نوع من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي بسبب هذه الحساسية الزائدة عندك، وهو من أكثر أنواع الرهاب، وإن كان العادة أن يحدث الارتباك أمام الغرباء، وكما يحدث معك مع الأطفال الصغار في المسجد، ومن النادر أن يحصل أمام أفراد الأسرة.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، وليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك، أو أمور غيرك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم، فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، أو حديثهم عنك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، فهذه الفكرة مما يخفف من ارتباكك أمامهم!

الأمر الثاني: الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكر أنك في 22 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.

تذكر أن التجنب، كتجنب الذهاب إلى المسجد، لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فعلى العكس بدل التغيّب حاول التردد أكثر على المسجد، ولاشك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، وخاصة بعد انقطاعك عن الذهاب، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر أبسط مما كنت تتوقع، وهكذا خطوة خطوة ستتعلم مثل هذه الجراءة، وبذلك تخرج مما أنت فيه.

وثالثا: مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعر بأن الارتباك أمام الناس قادم إليك، أن تقوم ببعض تدريبات الاسترخاء، مثال الجلوس في حالة استرخاء والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا، وتعود لتأخذ مكانك بين المصلين، وفي الصف الاول كما تحبّ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً