الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أرضي زوجي أم أمي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم المساعدة، تعرفت على شاب متدين أستاذ في العلوم الشرعية؛ واشترط علي أن أترك عملي إن قبلت الزواج به؛ كنت أعمل أستاذة جامعية أدرس في قسم اختلاط، ويجب أن أكشف وجهي؛ وأنا قبلت ذلك، ولم أعلم عائلتي لأنني متأكدة أنهم لن يقبلوا زواجي به، وأنا رضيت دينه وخلقه.

بعد مرور أشهر على الزواج طلبوا مني التدريس، وفرحت عائلتي لأنهم فقراء، ويريدوني أن أساعدهم مادياً لكن زوجي قال لي: بأن أعلمهم أني لا أعمل، فغضبت عائلتي، وأمي إلى اليوم لا تكلمني.

هل أعتبر على صواب أو على خطأ؟ ضميري يؤنبني فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ om mohammad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا الحرص على الخير الذي دفعك للسؤال، وما قمتِ به هو الصواب وهو الخير، فإن طاعة الزوج مُقدمة، فكيف والزوج يأمر الآن بما فيه رضىً لله تبارك وتعالى؟ وأرجو أن تجتهدي مع زوجك في إرضاء أسرتك، وفي بيان هذا الأمر لهم، ونتمنى ألا تقصروا في مساعدتهم، فإذا كان الزوج ميسورًا، وكان هناك عمل تستطيعين أن تقومي به مثل الدروس الخاصة أو تدريس البنات في البيت أو نحو ذلك من الدروس التي يمكن أن تأتي لك بعائد دون أن تتعرضي للاختلاط، من أجل أن تساعدي أسرتك، فلا مانع من هذا.

المهم ما حصل منك صواب وخير، وعليك أن تجتهدي في إرضاء الوالدة، وفي بيان وجهة النظر الشرعية لها، ثم في الاجتهاد في مساعدة الأسرة، لأنهم بحاجة إلى مساعدتك، وبحاجة إلى مساعدة هذا الزوج، فإذا كان زوجك ميسورًا فنتمنى أن يقوم هو أيضًا بمساعدة أسرتك، إكرامًا لك وإكرامًا لهذا الحرص على طاعة الله تبارك وتعالى، وعلى كل أمر يُرضيه سبحانه وتعالى.

نتمنى أن تتفهمي في هذه الأمور بمنتهى الهدوء، فأقبلي على أهلك، واجتهدي في إرضاء الوالدة، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى من أجل أن تنالي رضاه، وأدخلي من الأهل ومن المعارف والعقلاء والفاضلات من يستطيع أن يُقنع الوالدة ويبين لها وجهة النظر، ولا مانع من أن تجتهدي مع زوجك في إيجاد بيئة صالحة للعمل، فإذا وجدت مكانًا لتدريس البنات حتى وإن كان أقل من الجامعة، ولكن بنات في مكان ليس فيه اختلاط وليس فيه أمور تُغضب الله تبارك وتعالى فلا مانع من أن تساهم المرأة في التعليم، فنحن أيضًا في المجتمع بحاجة إلى المعلمة الداعية، وبحاجة إلى الطبيبة، وبحاجة إلى كثير من الوظائف النسائية التي تتعامل فيها المرأة مع النساء فقط.

على كل حال فإن ما حصل منك صواب وخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على إرضاء الأسرة، وعلى إرضاء الزوج، علمًا بأن رضى الزوج مُقدم خاصة، والزوج يأمر بما فيه طاعة وخير، ونسأل الله تبارك وتعالى لك وله التوفيق والسداد، ونتمنى أن يُسعدك الله تبارك وتعالى بإرضاء الوالدة وبلمّ شمل هذه الأسرة.

نكرر إذا كان زوجك عنده استطاعة ووضع مادي جيد فأرجو ألا تحرموا أسرتكم من المساعدات وتقفوا معهم، وعليه أن يعلم أن إسعاد المرأة إنما يكون أيضًا بإسعاد أهلها، وبالتواصل مع أسرتها وتقديرهم والوفاء لهم، ونسأل الله لك وله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً