الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل أن جنياً متلبسٌ بي؛ وأني من عبدة الشيطان.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أفكر بأشياء كثيرة عن الجن والشياطين.
فمثلاً: أتخيل أن جنياً متلبسٌ بي، ويعجبني ذلك؛ وأتخيل أني فتاةٌ أعبد الشيطان!

ولكن سرعان ما أقول أنا مسلمةٌ، فما الحل لهذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة رضى الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت في عمرٍ نعتبره هامٌ جداً، من حيث التكوين النفسي، والسلوكي، والفسيولوجي، والهرموني، والجسدي، في هذه المرحلة العمرية قد تعتري الفتاة بعض الأفكار الغريبة وذات الطابع الوسواسي هنا وهناك.

ومن المهم جداً أيتها الفاضلة الكريمة، أن تصححي مفاهيمك حول موضوع الجن والشياطين، وشريعتنا في هذا الأمر واضحةٌ جداً، ويجب أن لا يلتبس عليك الأمر، وهنالك الكثير من الخرافات التي أرجو أن تتجاهليها تماماً، وفي ذات الوقت يجب أن تكوني محافظةً على صلاتك، وعلى أذكار الصباح والمساء، اجعلي لك ورداً من القرآن الكريم، وتعلمي تلاوته على الوجه الصحيح، وتذكري أن الله خير الحافظين.

وبالنسبة لموضوع تخيلك أنك من عبدة الشيطان؛ هذا بكل أسفٍ ناتجٌ من التأثير الثقافي الدخيل على مجتمعنا، نسمع هنا وهناك عن عبدة الشيطان، وعن ((الإيمومو)) وأشياء غريبةً جداً طرأت على مجتمعاتنا، ولكننا نظن وثقتنا كبيرةٌ أن مجتمعنا بخيرٍ، وأن شبابنا لن يلتفت لمثل هذه الأمور السخيفة، وشبابنا له مهامٌ في هذه الحياة، أن ينهض الإنسان بأمته وأسرته ومجتمعه وعقيدته.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة، استبدلي كل هذه الأفكار الشريرة بأفكارٍ إيجابيةٍ، وركزي على دراستك، ولا بد أن تكون لك صحبةٌ طيبةٌ، اسعي دائماً لبر والديك، وكوني شعلةً متقدةً داخل البيت، وكوني طالبةً ناجحةً من المتميزين.

لا بد للفكر العجيب، والغريب، والشاذ، أن نستبدله بفكرٍ مخالفٍ، وكذلك الأفعال، وبكل أسفٍ بعض الناس يجرهم حب الاستطلاع والاستهواء لاستكشاف بعض الأشياء التي لا خير ولا جدوى منها.

اجعلي حياتك حياةً إيجابيةً، وأنا أثق تماماً أنك -إن شاء الله تعالى- لك القدرة لتحقير مثل هذه الأفكار، واستبدالها بفكرٍ وفعلٍ مخالف -إن شاء الله تعالى- كلها عبارةٌ ومرتبطةٌ بالمرحلة التكوينية بالنسبة لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً