الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

راجعت الطبيب مرارًا لعلاج رائحة الفم الكريهة فلم أستفد، فما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من الارتجاع المعدي المريئي، ومشكلتي الرئيسة هي رائحة الفم الكريهة، فذهبت إلى طبيب أسنانٍ فأكد لي أن أسناني ولثتي سليمة 100%.

أنا أستخدم معجون أسنان (لاكالوت اكتيف)، وكذلك أستخدم غسولًا للفم من نفس النوع أيضًا.

ثم ذهبت إلى استشاري الأنف والأذن والحنجرة؛ لأني أعاني من التهاب اللوز أكثر من ثلاث مراتٍ في السنة, ولكنها لا تسبب لي رائحةً في الفم - والحمد الله ـ تم استئصال اللوزتين منذ شهرين، وأعطاني بعدها دواء (أوجمنتين اجم، وفيفادول شراب), ولكن رائحة الفم لم تذهب, فرجعت إلى الطبيب مرةً أخرى، وأكد لي أن المشكلة من معدتي، وأعطاني دواء (فلازول 500 و Gasec-20) فتحسنت قليلًا ـ والحمد الله ـ لكن رائحة فمي لم تذهب، وقال لي الطبيب: إن لم تذهب الرائحة فلا بد من الذهاب إلى طبيب الباطنية, فذهبت إلى طبيب الباطنية، فأخبرني أني أعاني من الارتجاع المعدي المريئي، وأعطاني دواء (نيكسيوم 20 ملجم) وتحسنت قليلًا - والحمد لله - لكن الرائحة لم تذهب, فرجعت إلى الطبيب مرةً أخرى فقال لي: لا بد من عمل منظارٍ للمعدة, علمًا أني أعاني من آلامٍ في البلعوم - خاصةً عندما أقوم من النوم - وطبقة لساني لونها أبيض مائلٌ إلى اللون الأصفر، وأحس بطعمٍ غريبٍ في فمي - خاصةً عندما أبلع ريقي فأحس بطعمٍ مرٍّ وألمٍ - وأحيانًا أحس بحموضةٍ في المعدة بعد أكلاتٍ معينةٍ,
وأتبول كثيرًا، ولون البول أبيض مخلوط بصفرةٍ, وأنا لست مدخنًا - والحمد لله -, فأتمنى أن تفيدوني بما عليّ عمله؟ هل أعمل منظارًا للمعدة؟ وهل تصفون لي دواءً أستخدمه؟ لأني والله تعبت من كثرة التنقل بين المستشفيات.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

إن الارتجاع المعدي المريئي (gastroesophageal reflux) يؤدي إلى حصول البخر - رائحة الفم الكريهة -؛ وذلك لأن هذه الأطعمة غير المهضومة ترجع إلى المريء، ومنها تصل إلى البلعوم والفم، وهي من أسباب البخر المعروفة.

وإذا تم استبعاد الأسباب الأخرى للبخر - خاصةً الأسباب التي في الفم: من أسنانٍ، ولثةٍ، ولسانٍ، ومن الأنف وجيوبه - فإن الاحتمال الأكبر أن السبب هو الارتجاع - خاصةً أنك تعاني من حرقةٍ في البلعوم ليلاً، ومرارةٍ في الفم صباحًا, وأعراض حموضةٍ - ولذا يفضل إجراء منظارٍ للمعدة، وهذا المنظار سيساعد على وضع التشخيص الصحيح.

وفي نفس الوقت يمكن القيام بتشخيص ما لو كان هناك جرثومة في المعدة، والتي تحتاج لعلاجٍ إضافيٍ غير النكسيوم.
ورائحة النفس الكريهة – البخر - شائعةٌ جدًا عند الأصحاء - خاصةً عند الاستيقاظ من النوم، أو بعد السكوت الطويل، وغيرها من الأسباب -.

وقد تم استبعاد بعض هذه الأسباب عنك - التي سنذكرها وسنستعرضها كلها لكي تتم الفائدة للجميع ـ وهذه الأسباب:

1.تراكم الفضلات على اللسان وحول الأسنان، ففي الليل - ومع جفاف الفم - تتخمر هذه الفضلات بسبب البكتيريا، وتطلق الروائح الكريهة؛ ولذلك نلاحظ غالبًا أن رائحة الفم الكريهة في الصباح أشد، بل كل الناس تكون عندهم هذه الرائحة، وتزول بتنظيف الفم، وتخف عمومًا مع زيادة اللعاب في الفم.

2. التسوس والخراجات السنية تكوّن طبقةً تترسب على الأسنان، وهي: عبارةٌ عن تراكم بقايا الأطعمة مع أنواعٍ من البكتيريا، أو بسبب التعويضات السنية الاصطناعية، وكذلك التهاب اللثة الذي ينتج عادةً بسبب تراكم طبقة البلاك على الأسنان, وقد تم استبعاد هذه عندك - والحمد لله -.

3. التهابات الجهاز التنفسي مثل: التهاب اللوزتين، أو الجيوب الأنفية، أو التهاب الرئتين المزمن، وأنت لا تشكو من هذه الأعراض، فقد تم استئصال اللوزتين.

4. الأمراض المزمنة، مثل: السكري، وأمراض الكليتين، والكبد، وأمراض الجهاز الهضمي، ومنها: أمراض المعدة، وهذا ناتجٌ عن التخمة، وتكدس الطعام على الطعام؛ مما يطلق بعض الغازات، فتخرج هذه الروائح من الفم.

5. التدخين، والتنفس عن طريق الفم.

6. التوتر والقلق.

7. ارتجاع حموضة المعدة - وقد ذكرناها - ويجب إجراء المنظار لتشخيصها.

8. بعض الأطعمة - مثل: البصل، والثوم - تبقى رائحتهما عالقة في تجويف الفم لفترةٍ طويلةٍ، وتخرج مع الحديث، أو أثناء الزفير.

وللتخلص من البخر، فإنه يعتمد أساسًا على علاج السبب, مثل: التسوس، أو الأسنان المتهالكة التي لا بد من إزالتها إن لم يكن بالإمكان علاجها, كما لا بد من علاج جير الأسنان، وإزالة الترسبات.

وإذا كانت هناك التهاباتٌ مزمنةٌ، مثل: التهابات الجيوب الأنفية فيجب علاجها؛ لذا عليك بمراجعة طبيبٍ مختصٍ بأمراض الأنف والأذن والحنجرة.

وأما علاج مشكلات المعدة: فننصحك بالتالي:

1.تناول مضادات الحموضة كل يومٍ مساءً، وتجنب تناول الطعام الدسم في الليل، وتجنب المنبهات.

2. السواك، فالسواك علاوةً على أنه نظافة للفم؛ فهو أيضاً سنةٌ مؤكدةٌ أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرةٍ، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (السواك مطهرةٌ للفم مرضاةٌ للرب)، وهناك دراساتٌ عديدةٌ أثبتت أن السواك يحتوي على العديد من المواد الطاردة للروائح، والمطهرة للفم والأسنان، ومن فوائده: أنه يبيض الأسنان، ويُساعد على التخلص من مشاكل اللثة.

3. استعمال غسول الفم، وهو فعالٌ جدًا لطرد الرائحة، وتنظيف الفم من بقايا الطعام، ومنع البكتيريا المسببة للتعفن، وينصح به قبل النوم؛ وذلك بالمضمضة لمدة دقيقةٍ، مثل: سوائل الغرغرة بطعم النعناع.

4. مضغ أوراق النعناع، أو حبوب الهيل بين فترةٍ وأخرى، والإكثار من تناول الخضرة والفاكهة، ومضغ البقدونس.

5. تنظيف الفم بعد شرب الحليب، أو تناول أيٍ من منتجات الألبان مباشرةً - ولو بالمضمضة - إلا اللبنة؛ فقد أشارت دراساتٌ إلى أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة.

6. مضغ علكةٍ خاليةٍ من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.

ولمزيد من الفائدة ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن رائحة الفم: (22543215099 - 24706- 249856)

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محمد

    انصحك في غسول TheraBreath تشتريه اونلاين او من سوق .كوم غالي بس يستاهل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً