الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي أكبر مني ولديه صداقات محرمة على الفيس بوك.. كيف أنصحه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل، وأسأل الله أن يثيبكم أجرا كثيرا.

وبعد: أود أن أطرح عليكم مشكلتي، لا أعرف لها حلا، أخي يبلغ من العمر38 عاما، متزوج ولديه ابنتان وولدان، وهو في حزب إسلامي طلب مني أن أعمل له صفحة في ما يسمى بالفيسبوك، وطلب مني عدم الدخول إلى تلك الصفحة، فمن باب الاستغراب والاستنكار، فتحت تلك الصفحة، فوجدت أن لديه أصدقاء أولادا وبناتا، وبعض الأشخاص يبدو عليهم تخليهم عن القيم الإسلامية الحميدة، وظهور الصور الماجنة -والعياذ بالله- منها، فلا أعلم كيف أتصرف معه؟

معَ العلم أنني أصغر منه بما يقارب 20 سنة، وهو يثق بي في كل أموره الشخصية والعامة، ولا أريد أن أحدثه بذلك كي تتيح لي الفرصة لمتابعة نشاطه في تلك الصفحة، وهو لا يعلم بذلك، فكيف أنصحه، وأغيره بطريقة غير مباشرة؟ مع العلم أن زوجته لا تعلم بذلك؟ لا أريد التحدث بذلك إلى أخوتي الأكبر مني؟

هل التأثير النفسي له علاقة بذلك؟ حيث إنه يريد الزواج بامرأة ثانية، وهو في تردد واضطرابات داخلية بشأن ذلك الموضوع، حتى في تصرفاته يبدو عليه أنه يتصرف كتصرف المراهقين الصغار في ما يسمى بالحب والرومانسية وغير ذلك.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك – أيها الابنة الكريمة – ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على الخير، وتدل على ذكاء، وتدل على همة عالية، ونسأل الله أن يلهمك السداد، وأن يجعلك من أهل الفكر والدعوة والخير، وقد أحسنت فإن الإنسان إذا أراد أن ينصح من هو أكبر منه - أو يدعو الوالد أو يدعو الوالدة، أو يدعو صاحب السلطان – لا بد أن يتعلم الفقه في كل ذلك، فلكل منهم حالة وطريقة تصلح معه في النصح فيها، فالنصح للوالدين باللطف {يا أبتِ ... يا أبتِ} والنصح للأخ كذلك نراعي فيه الاحترام والتقدير، وحفظ المكانة، وذكر المحاسن وذكر الإيجابيات، الإشارات اللطيفة، وحبذا حتى في هذه الأحوال إذا كان الفرق كبيرا أن تجدي من أصدقائه من الفضلاء من يستطيع أن يوصل النصيحة، أن تجعلي إمام المسجد يتحدث عن مثل هذه القضايا، أن تجعلي الدعاة إلى الله يتناولون مثل هذه المواضيع.

وأنت أعلم بنفسك وبأخيك منا، إذا كان بينك وبين هذا الأخ صراحة وبينكما صدق – وبينكما كذا – فليس من الضروري أن تُشعريه أنك رأيت، ولكن تبيني له أن بعض الناس يتوسعون في مثل هذه الأمور، أو نحو ذلك من الكلام، اجلبي له كتبا مؤثرة، أو أشرطة نافعة، المهم لا بد أن تتخذي الأسلوب المناسب، وتحاولي دائمًا أن تعرفي ما هي ردة الفعل المتوقعة، إلى أي مدى سيكون القبول منه، كيف سيتصرف؟

ولست أدري هل هو في الواقع؟ لأنه إذا كان عنده أصدقاء بهذه الطريقة فهو في الواقع أيضًا يتعامل معهم، نحن نفضل أن تزوريه في مقر عمله، فإذا وجدت منه توسعا في مكالمة النساء أو كان يتخذ هذا مدخلاً، حتى لا يشعر أنك تبحثين من ورائه وتتجسسين عليه في المكان الذي أمنك فيه، ووثق فيك، لذلك أرجو أن تري هذه الأمور على الطبيعة.

أيضًا لأن وجوده على الطبيعة له أثر كبير على الإنسان أكثر من هذا العالم الافتراضي، فكثير من الناس قد يكون في مثل هذه الأمور تأتيه رسائل وكذا، لكن مدى إقباله عليها، مدى قبوله بها، هذا لا يتضح إلا بالصورة الكاملة، إلا في الحياة الطبيعية، وليس في هذا العالم الافتراضي.

أهم من هذا أن تدعي لأخيك ليلاً ونهارًا، وأن تحرصي على أن تستري عليه، ولا تُخبري إلا من ترجين نصحه، وترجين منه الفائدة، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايته وصلاحه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً