الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا قررت السفر أو حتى خرجت للدوام أخاف من الموت! فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي بدأت قبل سنة، إذا طلعت للدوام، أو للخروج مع أحد الشباب وما شابه، تأتيني كتمة وخفقان وخوف شديد، وأخاف أن أموت؛ لهذا صرت لا أخرج، ولا أسافر.

ذهبت للطبيب وكانت كل فحوصاتي - تخطيط القلب والتنفس ..الخ- سليمة – والحمد لله - ثم اختفت هذه الحالة لمدة سنة – والحمد لله - دون أي دواء أو زيارة لدكتور نفسي، ولكن قبل شهرين عادت الأعراض نفسها، والإحساس بالموت، وقد قرأت في بعض المواقع، وكلمت بعض الأطباء النفسيين، وأخبروني أنها حالة هلع.

والمقصود: أريد أن أعالج نفسي بنفسي دون دكتور نفسي أو حبوب الحالات النفسية – الحمد لله- الإرادة قوية -إن شاء لله- أتمنى أن يفيدني أحد الأطباء النفسيين.

وجزاكم الله خيرًا، ومن قام على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا ويسعدنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.

صحيح ما ذكره لك الطبيب النفسي، فالنوبة التي أتتك قبل مدة أي قبل عام تقريباً، ثم بعدها أتتك نوبة أخرى هي نوبات الهلع أو ما يسمى الهلع أو الهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد قد يصيب الإنسان لمدة دقائق أو لساعات وفي أحيان قليلة جداً تستمر أكثر من ذلك قليلاً، ثم بعد ذلك تختفي النوبة، وأسبابه غير معروفة لدرجة كبيرة، وإن كانت قد وجدت بعض النظريات التي تتحدث عن الجوانب الوراثية وعن الشخصية القلقة، والإنسان إذا تعرض لبعض المثيرات ربما يكون عرضة لمثل هذه النوبات، وهنالك دراسات ضبطت بين نوبات الهرع وما يعرف بارتخاء صمام القلب، وهي حالة بسيطة، ولا علاقة لها بأمراض القلب.

إذن: كنقطة علاج أولى، هذا الأمر ليس خطيراً أبداً، إنما هو أمر بسيط، وهذه الحالة أصبحت معروفة بين الأطباء، وبالرغم من المشاعر السلبية جداً التي تكون مصاحبة لها - خاصة مشاعر الخوف، وقرب الموت الذي يأتي للبعض - بالرغم من ذلك تعتبر من الحالات النفسية البسيطة، وأهم شيء في علاجها هو أن يفهم الإنسان حالته بالفعل حالة بسيطة، وليست معقدة أو خطيرة.

النوبات التي تنتابك: هي نوبات متفرقة ومتباعدة، وهذا يعتبر أبسط نوبات الفزع، وهذه بالفعل لا تحتاج إلى علاج دوائي، كل الذي تحتاجه هو: أن تتجاهلها بقدر المستطاع، وأن تتدرب تدريباً جيداً على تمارين الاسترخاء، وموقع إسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها، والأخذ بما ورد فيها من تفاصيل بتوضيح كيفية تمارين الاسترخاء.

إذن: في حالتك تمارين الاسترخاء سوف تكون خط العلاج الأول، فلا تهملها، وتدرب عليها، ويجب أن تمارسها صباحاً ومساء، لمدة أسبوعين على الأقل، ثم بعد ذلك مارسها مرة في اليوم في المساء، وفي حالات حدوث مثل هذه النوبات، أول ما تقوم به: هذه التمارين، حيث يعرف أنها إذا طبقت بصورة صحيحة سوف تسقط هذه النوبات.

النقطة العلاجية الأخرى وهي مهمة: أن تتجنب بقدر المستطاع تناول محتويات الكافيين بكمية عالية، والكافيين موجود في: الشاي والقهوة، والكولا والبيبسي، والشكولاتة والمركبات الأخرى، فتجنبه قدر المستطاع، والتقليل من المركبات - التي ذكرتها - سوف يكون أيضاً أمر جيد.

النقطة الأخيرة هي: أن تكون دائماً إيجابياً وتتجنب التشاؤم، وتجعل نفسك مطمئناً، هذا مهم جداً، هذه هي الخطوات العلاجية، وليس هنالك أي حاجة لعلاج دوائي - كما ذكرت - فحالتك بسيطة ومتباعدة جداً.

نسأل الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً