الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والد زوجي يريده أن يصرف على إخوته حتى فوق طاقته!

السؤال

السلام عليكم

يكون زوجي معي برأي ومقتنع به وأنا مقتنعة به، ولما يجلس مع أبيه يغير رأيه لهوى أبيه حتى لو كان ضد مصلحة حياتنا وأولادنا. والمشكلة أنه يحكي كل شيء لأبيه بخصوص حياتنا المادية بالتفصيل، ومع أن أباه معه ما يكفيه ويزيد من مال وأرض إلا أنه يريد من ابنه أن يصرف على إخوته، حتى لو فوق طاقته بحجة أنه ابنه الأكبر.

ماذا أفعل في هذا الموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بكِ -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد،هو ولي ذلك والقادر عليه.

نتمنى أن تصبري على هذا الزوج فإنه لا يستطيع أن يخرج على طاعة أبيه، بل شجعيه على أن يكون مطواعاً لوالده، وشجعيه أن يكون باراً بأبيه وباراً بأهله، فالمرأة لا تستفيد من رجل يقصر في حق والديه وفي حق أهله، وهذا سيفتح لكِ أبواباً كثيرة من الخير، وفي غير هذا الموطن يمكن أن تكلميه عن احتياجات البيت، وعن احتياجات الأولاد ومستقبلهم بعيداً عن هذه. ولا يجوز لك أن تمنعيه ولا تربطي هذه بهذه.

بعض الأخوات قد تقول نحن ما عندنا، وأنت تعطي والدك، ونحن كذا وأنت تعطي كذا، الصواب أن تطالب بحقها دون أن تمنعه من أداء الحق لوالده. ومهما كان الوالد غنياً فإنه يسعد بالدرهم والدينار والريال الذي يأتيه من ابنه، فشجعي زوجك على أن يسترضي والده وأن يجتهد في إرضائه، وإذا رضي الوالد بالدرهم والدينار فهذا أيضاً خير كثير. مع ذلك أيضاً عندما تأتي الفرصة المناسبة أشعريه بأن هنالك التزامات أسرية عليه، وأن أبناءه يحتاجون إليه وكذا دون أن تطلبي منه أن يكف عن مساعدة أبيه، لأن هذا أيضاً إذا وصل إلى الأسرة وإلى الأب فإن هذا سوف يكون مصدر عداء بالنسبة لك، وهو ليس من الصواب أيضاً. لذلك ينبغي أن تحتملي هذا الزوج وتذكري ما عنده من إيجابيات، وإذا كان هناك كلام لا تريدين أن يصل لوالده، فلا تعرضيه عليه بهذه الطريقة. بعض الآباء قد تكون هكذا شخصيتهم، أو ربى أبناءه على هذه الطريقة، فما عليك إلا أن تصبري، وهذه الحياة دائماً فيها ما ينغص على الإنسان. قال الشاعر:

جُبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأكدار والأقدار
ومُكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار

اصبري على زوجك، وتذكري ما فيه من إيجابيات، وحاولي بلطف أن توجهيه في الأمور التي تحتاج إلى توجيه -كما قلنا- دون أن تربطي ذلك بحجره أو منعه من مساعدة والديه.

نسأل الله أن يديم بينكم الألفة والمحبة، وأن يقدر لكِ وله الخير حيث كان ثم يرضيك به. ونكرر شكرنا لكِ على هذا التواصل، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً