الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وزني 100 كج وأتناول السيروكسات 20غ.. هل هناك توافق؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على حسن اهتمامكم.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2163380 أريد أن أخبركم بأني أتناول السيروكسات عيار 20غ حبة في الصباح، وحبة في المساء، ووزني 100 كغ، فهل هذا يتوافق مع وزني؟

لقد بحثت عن دواء الموتيفال في الصيدليات فلم أجده، وكذلك اشتريت مثبتا للمزاج دبكين كورونو؛ لأنني بعد أن أعود من العمل يحصل هبوط حاد في المزاج إلى درجة لم أعد أتحمل نفسي، فهل هذا يتوافق مع السيروكسات، وكذلك ما الجرعة اليومية منه؟ ومتى يبدأ تأثيره؟ وإلى متى أتناوله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونحن كنا قد أرشدناك لدواء بسيط، وهو عقار (موتيفال) ولم تجده في الصيدليات، وبعد ذلك أقدمت على تناول الزيروكسات بجرعة أربعين مليجرامًا في اليوم، وقلت أيضًا أنك تحصلت على الـ (دبكين كورونو) وتود استعماله.

أولاً بالنسبة لعقار (دبكين كورونو): لا أرى أن هنالك ما يدعو أبدًا لتناوله، هذا دواء خاص جدًّا، يستعمل في الأصل لعلاج أمراض الصرع، ثم بعد ذلك أثبت تمامًا أنه دواء ممتاز لتثبيت المزاج، لكن ليس في التقلبات المزاجية البسيطة، إنما في حالة أن التشخيص هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا مرض نفسي أساسي معروف، يتميز بوجود أقطاب اكتئابية، وفي بعض الأحيان أقطاب هوسية أو انشراحية، والذي يعاني من هذه العلة – أي الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية – لا بد أن يكون تحت المراقبة والملاحظة والمتابعة الطبية النفسية المباشرة.

أنا لا أريد أن أصدك وأمنعك من تناول هذا الدواء، لكن قطعًا أرى أن تناول الدباكين كورونو بهذه الطريقة وللأسباب التي ذكرتها ليس هنالك ما يبرره أبدًا، أضف إلى ذلك أن الدباكين – والذي مكونه هو الفالبريت – أحيانًا يؤدي إلى تغيرات وارتفاع في أنزيمات الكبد، لذا لا بد أن تكون هنالك فحوصات أساسية قبل البداية في هذا الدواء، وأثناء تناوله، وهنالك بروتوكولات وترتيبات ومعايير معرفة جدًّا للأطباء النفسانيين في هذا الخصوص.

بالنسبة لعقار زيروكسات: لا أرى أن حالتك تتطلب أربعين مليجرامًا في اليوم، هذه جرعة كبيرة نسبيًّا، حتى وإن كان وزنك مائة كيلوجرام، ما دمت لم تجد الموتيفال، حبة الموتيفال تقريبًا تعادل عشرة مليجرام من الزيروكسات – يعني نصف حبة فقط – فتناوله بجرعة نصف حبة ليلاً لمدة شهر (مثلاً) ثم راقب مستوى التحسن الذي طرأ على حالتك، إذا تحسنت فهذا جيد جدًّا واستمر على نفس الجرعة لمدة شهرين آخرين (مثلاً) ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما إذا لم تتحسن على الدواء بجرعة نصف حبة ليلاً بعد شهر من مضي تناول العلاج، هنا أقول لك ارفع الجرعة إلى حبة واحدة من الزيروكسات، وهذه - إن شاء الله تعالى – سوف تكون مفيدة جدًّا كجرعة علاجية، وهذه يمكن أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

لا أعتقد أنك تحتاج لجرعة أربعين مليجرامًا من الزيروكسات، وإن قابلت طبيبًا نفسيًا فهذا سوف يكون أفضل بالنسبة لك كثيرًا.

بالنسبة لموضوع الوزن: حاول أن تتحكم فيه من خلال ممارسة الرياضة وتنظيم الغذاء – هذا مهم جدًّا – والزيروكسات نفسه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن في بعض الأحيان، لكن هذه مع جرعة حبة واحدة في اليوم لا أعتقد أنها سوف تحدث خاصة إذا حاولت أن ترتب نفسك غذائيًا وتمارس الرياضة كذلك.

أقول لك أن جرعة عشرين مليجرامًا، أو حتى جرعة العشرة مليجرام كافية جدًّا بالنسبة لوزنك، لأن حالتك في الأصل بسيطة، ولا أنصحك أبدًا بتناول الدباكين كورونو.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً