الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف وشكوك لامبرر لها رغم أن حياتي تسير بشكل جيد

السؤال

السلام عليكم

لا أعرف لماذا ينتابني هذا الخوف بالرغم من أن الحياة قد ابتسمت لي أخيراً، فقد حصلت على الوظيفة التي أتمناها وتقدمت في عملي، ولكن أشعر بالضيق من اليوم الذي ثبتوني فيه بالعمل، وخوف شديد من كل شيء ولا أعرف السبب، وبدأت أشك أن كل من حولي يكيدون لي، أشعر كأن مصيبة قادمة؛ لأني لم أعتد أن أعيش كل هذه الفترة بدون مشاكل، هل أنا مجنونة؟ أم الحياة غيرت مسارها معي وأنا لم أستوعب إلى الآن؟ هذا كله رغم أني أصلي وأقرأ القرآن.

هل أنا مجنونة أم أعاني من اضطراب ما، أم أني مصابة بالخوف من دون سبب؟ ماذا أفعل؟ بماذا تنصحوني رجاء؟ كيف أتخلص من هذا الخوف الذي أحس معه بقلبي يرجف؟ أنا لا أستطيع أن أقول هذا الكلام لأي أحد.

شكراً، وأرجو الإجابة بأسرع ما يمكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجروحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيكِ، وجزاكِ الله خيراً، ونشكركِ كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد في عملك وأن ينفعكِ الله تعالى به.

بخصوص الخوف والشكوك الظنانية التي أصبحت تأتيك، الإنسان في بعض الأحيان ينفعل ويتفاعل مع الأحداث الطيبة في حياته، وقد يحدث قلق وتوتر في بعض الأحيان نسبة لكبر الحدث الحياتي، ربما تكونين قد تجاوبت وانفعلت مع أمر التثبيت بصورة شديدة، وهذا قد يؤدي شيء من القلق كنوع من الارتداد النفسي السلبي وهذه الحالات تكون -إن شاء الله تعالى- عابرة.

إذن لا تشغلي نفسك بالموضوع، وحاولي أن تكوني إيجابية في تفكيرك، واستعيني بالله تعالى، وأكثري من الاستغفار، ومارسي تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جداً، اجلسي في مكان هادئ وأغمضي عينيك وتأملي في شيء جميل، وبعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واملئي صدرك بالهواء ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بقوة وبطئ عن طريق الفم، كرري عملية الشهيق والزفير هذه خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، هذا -إن شاء الله تعالى- سوف يفيدك كثيراً، حاولي أيضا أن تنامي مبكراً، وقللي من تناول الشاي والقهوة إذا كنت من الذين يتناولها بكميات كبيرة.

هذا هو العلاج عامة لمثل هذه الحالات، وانتظري لمدة أسبوع أو أسبوعين فإذا لم تتحسن الأمور فهنا أقول لكِ من الضروري جداً أن تقابلي الطبيب النفسي إذا كان هذا ممكناً، وإذا لم يكن ممكناً هنالك دواء يعرف باسم سيرتللين، من الأدوية الممتازة جداً ويمكنك أن تحصلي عليه من الصيدلية، تناوليه بجرعة نصف حبة أي (25) مليجرام؛ حيث أن الحبة الكاملة تحتوي على (50) مليجرام، تناولي نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة ليلاً واستمري عليها لمدة شهرين، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله، وبجانب السيرتللين هنالك دواء يعرف باسم رزبريادون، وهو دواء متميز جداً لعلاج الشكوك الظنانية المصاحبة للمخاوف، والجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة جداً واحد مليجرام فقط يتم تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقفي عن الرزبريادون واستمري على السيرتللين كما وأضحت لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً