الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس في الطهارة والصلاة وتوتر دائم، هل هناك علاج بدون آثار جانبية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مقبلة على الزواج -بإذن الله-، ومصابة بالوسوسة، طوال يومي وأنا متوترة، ورأسي يؤلمني من توتري، ومن شدته لا أستطيع أن أقف خاشعة في صلاتي، فإذا بدأت بالصلاة يزيد عليّ التوتر فأتحرك كثيراً، وأعيد الفاتحة كثيراً، وأدقق في الحروف التي تخرج منيّ، وأحس أن نطقي غير سليم، وأُعاني من صعوبة في نطق بعض الحروف، فتخرج مني بثقل، حتى أن أسناني تغير شكلها، وأيضاً عندما أخرج من الحمام أحس بوجود بول لم يخرج مع أني أخرجه كاملاً، لا أدري هل إحساسي بالبول من التوتر أم أمر آخر؟ فما الحل؟ أريد دواء لا تكون له آثار جانبية.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منتهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لكِ التوفيق والسداد، وأن يتم الزواج على خير، هذا خبرٌ يجب أن يكون مفرحًا لكِ، والأعراض التي تعانين منها -إن شاء الله تعالى- بسيطة.

الذي لديك هو نوع من قلق الوساوس، فأنت متوترة ولديك أفعال وتصرفات وسواسية واضحة جدًّا، خاصة فيما يتعلق بقراءة الفاتحة، وكذلك موضوع الحمام، هذه كلها وساوس -أيتها الفاضلة الكريمة-، والوسواس يعامل ويعالج من خلال التحقير وعدم الانتباه إليه، أعرف أن ذلك ليس بالسهل، لكنه أيضًا ليس بالصعب أبدًا.

الوسوسة حين نطاوعها أو نحاول أن نحاورها ونفصلها تزداد، أما إذا حُقرت تحقيرًا شديدًا يتغلب الإنسان -إن شاء الله تعالى- عليها، فسيري على هذا المنهج، وأنصحك أيضًا بأن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين بسيطة جداً، اجلسي في مكان هادئ، اغمضي عينيك، ثم خذي نفسًا بطيئًا وعميقًا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم بكل قوة وشدة. كرري عملية الشهيق والزفير هذه خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجدين فيها فائدة كبيرة جداً -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة للعلاج الدوائي؛ فمن الأدوية التي سوف تُساعدك كثيرًا على التخلص من هذا القلق الوسواسي عقار سليم جداً يعرف تجاريًا باسم (فافرين)، ويسمى علميًا باسم (فلوفكسمين)، ابدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، تناوليه بعد الأكل؛ حيث إن هذا الدواء له أثر جانبي بسيط جداً قد يحدث أو لا يحدث، وهو أنه قد يؤدي إلى سوء هضم بسيط في الأيام الأولى من بداية تناوله. بعد أن تستمري على جرعة الخمسين مليجرامًا لمدة أسبوعين اجعليها مائة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بالنسبة لموضوع النطق أو الصعوبة في النطق، أعتقد أن القلق والتوتر زاد عند هذا الموضوع، لكن قطعًا إذا حاولت أن تقرئي ببطء ستختفي، وقراءة القرآن على وجه الخصوص حين تكون قراءة صحيحة للحروف تؤدي إلى طلاقة كبيرة جداً في اللسان، كما أن التدرب على تمارين الاسترخاء كما ذكرت لك فيها فائدة كبيرة جداً.

خشوعك في الصلاة -إن شاء الله تعالى- سوف يتحسن كثيرًا؛ لأن القلق والتوتر فعلاً يشل من انتباه الإنسان وخشوعه، فجاهدي نفسك وجاهدي الشيطان في هذا الخصوص.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً