الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق لكني لا أعتقد أن الدواء يناسب حالتي.

السؤال

السلام عليكم ..

كنت مريضة منذ خمسة أشهر، كنت أحس بألم في القلب، و تنميل في أطراف يدي اليسرى، وتسارع في دقات القلب، وعدم اتزان، وعدم وضوح في الرؤية، وبرودة في الجسم، كل هذه الأعراض صاحبتني لمدة شهرين، ما تركت طبيباً إلا وذهبت له، وعملت كل التحاليل وكانت سليمة، ثم ذهبت لطبيب أعصاب وأجرى لي رسماً تخطيطياً وظهر سليماً، وبعد فحوصات قال: عندك قلق، ووصف لي دواء اسمه (الليزانكسيا) واسمه العلمي (البرازيبام) 10 ملغ، وتركيبته: لاكتوز أحادي الماء، سيلولوز ميكرو كريستالين نشا ذري، ستيارات المغنزيوم، لك الامونيوم انديغوتين، سليس كولوبيدال لامائي، ووصف لي نصف حبة صباحاً ونصف مساء لمدة 40 يوماً، أول 20 يوماً تحسنت، ثم أحسست بتعب قليل ونزول بالضغط، وأحياناً قلق.

رجعت للطبيب وقلل لي الجرعة لتكون نصف حبة يوماً بعد يوم من الدواء نفسه، من أول يوم من تقليل الجرعة أحسست بوجع في الرأس ودوار، وأحس نفسي في عالم آخر، ولما أشتغل في البيت أتعب كثيراً، وجهة قلبي تؤلمني، وأحس بجفاف ريقي، واختناق وكأن عظمة في حلقي، وشعور بالإغماء، ولما أمشي في الشارع كأني في عالم ثان، لا أستطيع التركيز، وأكثر ما يزعجني عدم الرؤية جيداً، لم تفارقني، حاولت أن أمارس الرياضة لكن خفت أن أتعب ويؤلمني قلبي، مع أن الأطباء أكدوا لي أن قلبي سليم.

سؤالي يا دكتور: هل هذه الأعراض عادية بعدما قللت الجرعة؟ وهل أستطيع ممارسة الرياضة؟ وكيف يعمل الدواء؟ لأني كل يوم أقول أني لن أشف لأن الأعراض رجعت بعد تقليل الجرعة، وسأظل آخذ الدواء حتى شهر رمضان.

أنا خائفة أن يكون عندي مرض في القلب، لا أفهم هذه الأعراض، وهذا القلق لا أعرف سببه، لكن ظهر عندي مرة ورم غير خطير في الرحم، فهل يمكن أن هذا السبب في الخوف والقلق؟
طمئني يا دكتور عن الدواء، هل هو مفيد أو لا؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

حالتك هي حالة نفسوجسدية، ومما لا شك فيه أن القلق هو الذي أدى إلى التقلصات العضلية في الجهة اليسرى من الصدر مما يجعلك تحسين بالألم، كما أن تسارع ضربات القلب ناتج من القلق النفسي، وكذلك أعراض البرودة في الجسم التي كنت تعانين منها.

القلق يظهر في صور غريبة وعجيبة في بعض الأحيان، وظهور الأعراض الجسدية من المؤشرات المهمة جدًّا التي تساعد على التشخيص، لكن بالطبع حين يكون هنالك عرض جسدي لابد أن يتأكد الإنسان من صحته العضوية، وأنت –جزاك الله خيرًا– قمت بذلك من خلال إجراء الفحوصات الجيدة، والتي اتضح أنها كلها سليمة -إن شاء الله تعالى-.

إذن تعاملي مع حالتك كحالة قلق نفسي، والقلق النفسي دائمًا يكون معه شيء من المخاوف والتوتر وكذلك الوساوس والهواجس، لكن أرجو أن تطمئني فهذه هي طبيعة القلق، -وإن شاء الله تعالى- سوف يذهب عنك تمامًا.

أشغلي نفسك بأن تستفيدي من وقتك بصورة صحيحة، لابد ألا تتركي للفراغ مجالاً، هنالك طرق كثيرة يمكن للإنسان بها أن يستفيد من وقته، وتوزيع الوقت بشيء من التوازن ما بين الأنشطة اليومية فيه خير كبير جدًّا -إن شاء الله تعالى– لك.

وننصحك أيضًا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، وهي مهمة جدًّا، ويمكن للطبيب النفسي أن يدربك عليها، أو يمكنك أن ترجعي إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها تفاصيل بسيطة وجيدة جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي، دواء (البرازيبام) الذي وصفه لك الطبيب هو علاج ممتاز وجيد، لكن فعاليته مؤقتة، وفي ذات الوقت لا ننصح باستعماله لمدة طويلة، لأن الإنسان قد يتعود عليه. المركب الآخر الذي وُصف لك لا أراه علاجًا نفسيًا، لكن لابد أن يكون الطبيب له رأي معين حول هذا المركب، وقطعًا أنا أقره تمامًا لأننا كأطباء قطعًا نثق في بعضنا البعض.

بالنسبة لعلاج قلق المخاوف من هذا النوع، ربما يتطلب إضافة دواء آخر، لكن أريدك أن تستشيري طبيبك فيه، الدواء يعرف باسم (ديروكسات) هكذا يسمى في الجزائر، واسمه العلمي (باروكستين) دواء ممتاز جدًّا لعلاج قلق المخاوف والتوترات ومحسن للمزاج، الجرعة المطلوبة في حالتك هي عشرة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرام– تناوليها يوميًا لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة –أي عشرين مليجرامًا– تناوليها يوميًا بعد الأكل لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بتناولك للدواء الذي ذكرته لك في حالة موافقة طبيبك عليه أعتقد أن هذا سوف يساعدك كثيرًا -إن شاءَ الله تعالى-، ويجعل مزاجك مسترخياً، ويزيل القلق والتوتر -بإذن الله تعالى- فأرجو أن تطمئني تمامًا -أيتها الفاضلة الكريمة-.

جزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً