الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق واكتئاب وتغير في المزاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من القلق والتوتر، والأرق، وتعكر المزاج، وضعف التركيز، ونوع خفيف من الرهاب الاجتماعي من بعض العلاقات في العمل وخلافه.

حيث أنني منذ 10 سنوات استخدمت سيروكسات من ذاتي لمدة شهرين وقطعتها وانتكست في ظرف سنة انتكاسة شديدة، وذهبت لعيادة نفسية ووصف لي بروزاك مع حبوب منومة، واستخدمتها مع المراجعات للعيادة مدة 6 سنوات -والحمد لله- ظللت 4 سنوات لا أحتاج لها مع نوع بسيط من القلق، وشغل التفكير، ولكن أفضل بكثير مما كنت عليه.

والآن منذ شهر تقريباً أعاني مما كنت أعانيه، مع اعتلال المزاج، ولا أرغب بالذهاب للعيادة النفسية، ووصلت لدرجة أنني أجد صعوبة بالغة في التفكير والتركيز، وعدم البوح بأفكاري، والتحدث مع الآخرين، أفيدوني وأشيروا علي -بارك الله فيكم- فوصلت لمرحلة بأنني أبحث في النت لإيجاد العقار المناسب، واستخدمه، وتوصلت لعلاج سبرالكس، واستخدمت منه نصف حبة وخفت من مفعوله، فكان سريعا وقويا، وتوقفت عن استخدامه، والآن أستخدم دوجمتيل، ويعطيني نوعا ما من الهدوء، ولكن أشعر بأن عقلي فارغ حتى وجدت هذا الإيميل، وإن شاء الله تكون سبباً في الشفاء بعد الله سبحانه وتعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أعاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله تعالى أولاً أن يرفع عنك كل معاناة، وأن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، هذا - أيها الفاضل الكريم - هو جوهر الأمر.

الأمر الثاني: أقول لك، حالتك ليست سيئة بالدرجة التي تتصورها، أنت لديك خبرة مع حالتك النفسية، وحين أقصد بالخبرة أقصد أن خبرتك إيجابية، حيث تعلمت الوسائل والطرق والأساليب السلوكية التي ترفع المعاناة فيها عن نفسك، ويا أخِي الكريم: دائمًا انتهج المنهج الإيجابي في التفكير، وعليك بإدارة وقتك بصورة جيدة، هذه من الشروط والأسس الضرورية جدًّا لهزيمة الاكتئاب النفسي.

الأمر الثالث: والذي دائمًا أُوصي به الناس وكذلك نفسي: أن يطور الإنسان نفسه في عمله، يجب أن نحب وظائفنا، يجب أن نتقنها، يجب أن نطور أنفسنا من خلالها، هذا نوع من العلاج التأهيلي المهم جدًّا، وأنت تعمل مدرسا، وأنا دائمًا أرى أن مهنة المعلم هي من أفضل المهن، حتى وإن كان لبعض الناس رأي مخالف لذلك، لكنها مهنة شريفة، مهنة كريمة، وهي - إن شاء الله تعالى – صدقة جارية.

فيا أخِي الكريم: يجب أن تستفيد من هذه الجزئية، وأنصحك أيضًا بأن تمارس الرياضة، وأن تتواصل اجتماعيًا، كن أيضًا من رواد حلق القرآن، فيها خير عظيم، خير الدنيا والآخرة - إن شاء الله تعالى -.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الدوجماتيل أعتقد أنه سوف يساعدك من حيث إنه مقلل أو مفتت جيد للقلق والتوتر، لكن أعتقد انك محتاج لعقار (بروزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) دواء جميل خاصة لتحسين التركيز وتحسين الدافعية لدى الإنسان. فيا أيها الفاضل الكريم: تناوله بجرعة كبسولة واحدة، ومن وجهة نظري هذه الجرعة تكفي تمامًا، استمر عليها بانتظام لمدة عام – وهذه ليست مدة طويلة أبدًا – بعد ذلك اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للدوجماتيل فأعتقد أنك تحتاج إليه بجرعة كبسولة واحدة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

في بعض الأحيان تناول مركب (أوميجا 3) مفيد جدًّا لتحسين التركيز وتحسين الدافعية، فلا مانع أن تتناوله بجرعة حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين أو ثلاثة (مثلاً) كمكمّل جيد حقيقة للبروزاك وكذلك الدوجماتيل، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ايمن

    بارك الله فى السائل والمسؤل
    ونسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً