الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجماع أثناء الحيض... وأضرار ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل الجماع يضر في حالة الحيض او كان القضيب ملفوفا بالواقي الذكري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حبيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيها الأخ الكريم - في استشارات إسلام ويب.

لا شك – أيها الحبيب – أن الجماع حال الحيض أذىً، وفيه من المفاسد ما فيه، وهذا ما أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم به، وهو أعلم سبحانه وتعالى بما خلق، كما قال جل شأنه: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

وأخبرنا جل شأنه في سورة البقرة عن الجماع حال الحيض فقال: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النساء في المحيض)، والأطباء هم أجدر الناس وأولاهم ببيان الأضرار الناشئة عن الجماع حال الحيض، ولكننا في هذه الدقائق اليسيرة ننقل لك بعض ما قاله علماء التفسير ونقلوه من الأضرار التي تحصل بسبب الجماع حال الحيض.

يقول العلامة ابن عاشور – رحمه الله تعالى – في كتابه (التحرير والتنوير) عن الجماع حال الحيض، يقول: (هو أذىً للرجل وللمرأة وللولد، فأما أذى الرجل فأوله القذارة، وأيضًا فإن هذا الدم سائل من العضو التناسلي للمرأة، وهو يشتمل على بويضات دقيقة يكون منها تخلق الأجنة بعد انتهاء الحيض، وبعد أن تختلق تلك البويضات بماء الرجل، فإذا انغمس في الدم عضو التناسل في الرجل تسرب إلى قضيبه شيء من ذلك الدم بما فيه، فربما احتبس منه جزء في قناة الذكر فاستحال إلى عفونة تُحدث أمراضًا معضلة، فتحدث بثورًا وقروحًا، لأنه دم قد فسد، ويرد فيه أجزاء حيّة تُفسد القضيب فسادًا، مثل موت الحي، فتؤول إلى تعفن.

وأما أذى المرأة؛ فلأن عضو التناسل منها حينئذ بصدد التهيؤ إلى إيجاد القوة التناسلية، فإذا أُزعج كان إزعاجًا في وقت اشتغاله بعمل، فدخل عليه بذلك مرض وضعف.

وأما الولد فإن النطفة إذا اختلطت بدم الحيض أخذت البويضات في التخلق قبل إبان صلاحيتها التخلق النافع الذي وقته بعد الجفاف، وهذا قد عرفه العرب بالتجربة..).
إلى آخر ما يقوله -رحمه الله تعالى-.

فهذا مثال على بيان بعض الأضرار الناشئة عن هذا السلوك الذي حرمه الله تعالى، وزجر عنه، والواجب على الإنسان المؤمن أن يقف عند حدود الله تعالى ويعلم أن ما حرمه الله إنما حرمه لما فيه من المفاسد ولما يترتب عليه من المضار.

نسأل الله تعالى أن يفقهنا في دينه، وأن يرزقنا العمل به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات