الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بنية التكاثر وبناء أسرة مسلمة وأرجو دعاءكم.

السؤال

أرجو دعاءكم الصالح إخواني في الدين الإسلامي، إذا سألتم وطلبتم الله لي لكي يعينني على الزواج قصد التكاثر والتناسل، أو كما ورد في الحديث النبوي الشريف فيما معناه: (تكاثروا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم غدا يوم القيامة) أو في حديث آخر : (تزوجوا الودود الولود فإن العرق دساس) أو كما ورد فيما معناه، وفي حديث آخر: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) ويقصد الذرية الصالحة، حيث نعلم أن شهوة الخائنين وفاكهة مجالسهم هي المؤامرة على الأسرة المسلمة المؤمنة القدوة، ولا ننس سيدنا النبي زكريا عليه السلام الذي سأل الله قائلا: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}.

فلا تنسوا الدعاء لي بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك –أيها الأخ الحبيب– في استشارات إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الذرية الطيبة، ونوصيك –أيها الحبيب– بالإكثار من دعاء الله تعالى، فإنه لا يخيب من رجاه، ولا يرد من دعاه، وتحر الأوقات التي يشتد فيها ويعظم أمل إجابة الدعاء، كالدعاء حال السجود وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الليل، وحال الصيام، ونحو ذلك من الحالات والأزمان الشريفة التي يعظم فيها رجاء الإجابة.

نحن نشكر لك –أيهَا الحبيب– حرصك على تحصيل الذرية الصالحة، وهذا من أعظم المقاصد التي من أجلها شرع الله تعالى النكاح، وفيه خير كثير للفرد وللأمة، وقد أشرت إلى شيء كثير من هذه المنافع، وأكثرها واردة في الأحاديث، ولكن في إيرادك لبعض هذه الأحاديث إدخال بعض الأحاديث في بعض، ومن الأشياء التي تحتاج إلى تنبيه أن حديث: (تزوجوا الودود الولود) من قسم المقبول الصحيح، وأما قوله (فإن العرق دساس) فإنه حديث حكم عليه كثير من العلماء بأنه مكذوب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم– وأنت في كلامك أدخلت أحدهما في الآخر.

وصيتنا لك - أيها الحبيب – أن تكثر من استغفار الله تعالى، فإنه من أعظم الأسباب في تحصيل الذرية كما قال الله جل شأنه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}.

نكرر -أيها الحبيب– شكرنا لتواصلك معنا، وحسن ظنك فينا، وندعو الله تعالى بأن يبلغك ما تأمله وترجوه من أسباب الخير، إنه جواد كريم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً