الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الإجهاض المتكرر وطرق الوقاية منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة لفريق إسلام ويب، أشكركم وأشكر جهودكم المعطاءة من كل قلبي، جعلها الله في ميزان حسناتكم، وأود أن أشكر الدكتورة رغدة عكاشة، على أسلوبها الراقي التربوي الذي تخاطب به مستشيريها.

أنا متزوجة منذ سنة ونيف، أجهضت خلال هذه الفترة مرتين، المرة الأولى كان حملا كيميائيا كما شخص لي؛ لأنني رأيت الإفرازات البنية في موعد الدورة، وكانت إشارة على عدم اكتمال الحمل، وبعدها انتظرت شهرا ثم فكرت بالحمل من جديد، وحصل لي ما يشبه الإجهاض الأول، لكنه كان متأخرا قليلا، فكان في بداية الأسبوع السادس، ولم ترَ طبيبتي الكيس بعد، أي أن كلا الحالتين كان معتمدا على هرمون الحمل في الدم، والذي كان ضعيفا، وخاصة بالحمل الأول، ففي المرة الثانية تضاعف في البداية، أي أنه كان 100، ثم بعد يومين تقريبا أصبح 200، وأخذت مثبتا، ومع وجود إفرازات بنية، ثم ما لبث أن هبط تدريجيا إلى أن وصل 30، ولم يشأ الله أن يكتمل حملي، وأجهضت بدون الحاجة لتنظيف.

لم توضح الطبيبة لي أسبابا ممكنة لحدوث الإجهاضين، لكنها اكتفت بقول: لا أسباب واضحة، واحتمالية خلل بالكروموسومات أثناء التلقيح ممكنة، لم أعمل تحاليل بعد، إلا صورة للرحم وتحاليل دم عامة وما شابهها، وأيضا للغدة الدرقية، وقد كان كله سليما -ولله الحمد- طلبت مني الطبيبة الانتظار 3 أشهر، لأفكر بعدها بالحمل، وقد انتظرت، وقالت لي: أن آخذ المثبت دوفاستون من اليوم الـ 16 للدورة.

سؤالي الأول: هل هذا صحيح؟ أي أنه أليس الوقت باكرا لأخذ مثبت قبل وجود حمل؟!

سؤالي الثاني: دورتي كانت منتظمة تقريبا قبل الإجهاضات، أي أنها تأتيني كل 28 أو 29 يوما، ولكن بعد الإجهاضات أصبحت تتأخر قليلا، أي تصل إلى 32 أو 33 يوما، فهل هذا يعني وجود خلل ما؟

وسؤالي الأخير: هل آخذ احتياطاتي قبل أن أتأكد من وجود حمل؟ أي لا أمارس الرياضة أو أتجنب الجماع؟ أم أنه لا ضرر في ذلك حتى يأتي موعد الدورة وأتأكد من وجود حمل؟

عذرا على إطالتي، جزيتم عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mayada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك على كلماتك الطيبة, وإنه لشرف كبير لي التواصل مع أخوات وبنات فاضلات مثلك.

بالنسبة للحمل الأول عندك, وهو حمل كيميائي, أي أنه قد حدث إلقاح للبويضة, لكنه لم يحدث لها تعشيش في الرحم, وهذه الحالة تحدث كثيرا عند النساء, ولكنها عادة تمر بدون تشخيص؛ لأن الدورة لا تكون قد تأخرت, ولأن هرمون الحمل يكون ضعيفا جدا, فهذه الحالة من الناحية الطبية لا تعد حملا أو إجهاضا.

بالنسبة للحمل الثاني: فقد كان إجهاضا حقيقيا؛ لأن الهرمون قد وصل إلى رقم 100, وعندما يصل الهرمون إلى هذا الرقم, فإن التعشيش يكون قد حدث بكل تأكيد.

إذن من الناحية الطبية يمكن القول بأن ما حدث معك هو إجهاض واحد فقط, وليس إجهاضين, وأقول لك هذا الكلام ليس للتقليل من أهمية ما حدث لك, لكن لأطمئنك أكثر؛ لأنه بعد الإجهاض لمرة واحدة فقط, فإن فرصة السيدة في نجاح حمل جديد تبقى طبيعية ولا تتغير, وبتعبير أوضح أقول: إن الإجهاض لمرة واحدة فقط, لا يرفع من نسبة حدوث الإجهاض عند السيدة في الحمل القادم، وإجابتي على أسئلتك هي كالتالي:

إن الدورة التي تكون بطول بين 32-33 يوما, تعتبر دورة طبيعية, لكن حدوث التبويض فيها يتأخر لبضعة أيام, فبدل أن يحدث في يوم 14 من الدورة، فإنه يحدث في يوم 18، إن كانت بطول 32 يوما، أو يوم 19 إن كانت بطول 33 يوما, وهذا يعني بأن فترة الخصوبة في مثل هذه الحالة ستتغير وستكون بين يومي 15 و22 من الدورة, ويجب التركيز على هذه الفترة في الجماع، بحيث يحدث بتواتر كل 36-48 ساعة، لإعطاء أكبر فرصة لحدوث الحمل -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لتناول (الدوفاستون) فيمكن تناوله من يوم 15 أو 16 من الدورة إلى يوم 25 منها, والهدف هنا يكون دعم بطانة الرحم وتثبيتها، للمساعدة على تعشيش الحمل, في حال لم يتمكن جراب البويضة من إفراز كمية كافية من هذا الهرمون لدعم البطانة, فتناوله خلال هذه الفترة يعتبر نوعا من الاحتياط, فإن حدث حمل في نفس الشهر فيمكن الاستمرار بتناوله, وإن لم يحدث حمل فستنزل الدورة بعد التوقف عنه خلال 2-5 أيام.

أهم التوصيات التي ينصح بها, والتي ثبتت فائدتها لمن تخطط للحمل، هي:

- تناول حبوب الفوليك آسيد بشكل يومي.

- تقليل تناول الكافيين، بحيث لا يتم تجاوز كمية 300 ملغ منه في اليوم, وهو ما يعادل تقريبا 3 أكواب من القهوة.

- تقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة قدر الإمكان, مثل تلك الموجودة في مواد التنظيف المنزلية ومعطرات الجو وغيرها.

- تقليل تناول المواد المحفوظة والمعلبات.

- استخدام الماء المعتدل الحرارة أو الفاتر في الاستحمام, وتفادي الاستحمام بالماء الحار جدا, وتفادي الجاكوزي.

- بالنسبة للرياضة: يمكن الاستمرار عليها إن كانت من النوع الخفيف, لكن يجب الابتعاد عن الرياضة العنيفة.

- بالنسبة للجماع: يمكن أن يستمر, على أن يكون بلطف شديد, خاصة في الفترة التي تسبق نزول الدورة, حيث التعشيش سيكون في أوله في حال كان هنالك حمل, وبعد حدوث الحمل فالأفضل أن يتم مع استخدام الواقي الذكري؛ لمنع امتصاص مادة موجودة في السائل المنوي، وقد تثير التقلصات الرحمية.

نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً