الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الموت من أكثر من سنة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من الخوف من الموت، حدث هذا الشيء قبل سنة حيث مرت عليّ فترة أتحدث عن الجن والمس دون خوف، وبعد عدة أيام أصبت بنوبة هلع أفقدتني تركيزي حيث بدأت أشعر من شدة الخوف - ومن الشعور الذي لا أستطيع وصفه - بأني سأموت، واستمر هذا الخوف مع قلة نوم والخوف من الخروج، والخوف من عمل أي شيء لأني أتوقع أني إذا فعلت شيئاً سأموت، وبقي الحال هكذا ما يقارب أربعة أشهر لكن مع مرور الوقت بدأ يخف، لكني أشعر دائماً بخوف، وأعاني من كثرة الأحلام المزعجة وقلة النوم، والرهبة من أصغر شعور أشعر به لدرجة أني أعطي الأمر أكبر من أهميته.

أرجوكم ساعدوني، حياتي تشبه الجحيم! وجزاكم الله ألف خير، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

خوفك من الموت أعتقد أنه خوف مرضي وليس خوفاً فطرياً، لأن الأصل في الأمور أن الإنسان يجب أن لا يخاف من الموت، لأن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، وسيدنا وحبيبنا محمد -عليه الصلاة والسلام- حين خير بين الحياة والموت اختار الرفيق الأعلى، أنا أعلم أن عقيدتك سليمة وصحيحة -أيتها الفاضلة والكريمة-، والموقف من الموت يجب أن تحكمه الأطر الشرعية التي أشرت إليها، وأعتقد أن معاناتك هذه هي خوف نفسي في المقام الأول.

أولاً: ابتعدي تماماً عن الحديث في أمور الجن والمس، وخذي ما هو ثابت في الكتاب والسنة، ولا تستمعي أبداً لكثرة الترهات والهرطقات والزوبعة، والدجل والشعوذة، والتزمي بأذكارك وقرآنك وصلاتك، وستشعرين بعد ذلك أن الجن ليس له علاقة بك، هذه الأمور يجب أن يكون هناك التزام رصين بها.

الأمر الآخر دائماً تذكري أن الخوف من الموت لا يطيل في العمر لحظة واحدة، ولا ينقص من العمر، الإنسان يدعو الله أن يعيش حياة طيبة وهنيئة، وأن يموت موتة سوية، وأن يطيل الله عمره في عمل الخير، وينبغي أن يسعى الإنسان في أن يعيش حياة صحية تبعده عن الأمراض.

خوفك من الموت خوف وساوسي لذا يجب أن يحقر، وقولي لنفسك يجب أن لا تتصيدني الوساوس، ويجب أن لا أكون قلقة، فأنا على خير وبخير، فلماذا أستسلم لهذه الوساوس والأفكار التي قال الطبيب أنها أفكار وسواسية؟ ليس أكثر من ذلك.

وعليك أن تنظمي حياتك بطريقة لا تدعين فيها مجالاً للفراغ، فإدارة الوقت بصورة صحيحة تفيد الإنسان كثيرا، وتجنبي النوم النهاري، ومارسي الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وطبقي تمارين الاسترخاء التي أشرنا إليها برقم: (2136015)، ففيها فوائد عظيمة، كوني متواصلة اجتماعية، وبارة بوالديك فهذا كله ينزع المخاوف والرهبة، وأرجو أن تنخرطي في أي عمل اجتماعي أو ثقافي أو خيري، فهذا يعضد من شخصيتك، وينميها مما يعطيها الهيبة والقوة.

وربما يكون من المستحسن أن تتناولي عقاراً بسيطاً مضاداً للمخاوف، عقار استالبرام، وهو متوفر في الأردن، وله مسميات كثيرة منها سبرالكس، وسيكون دواءً مناسباً، وإن تمكنت أن تقابلي الطبيب النفسي فهذا أحسن، وقد يصف لك هذا الدواء أو غيره، وعموماً إن قررت أن تبدئي بهذا الدواء فجرعته صغيرة، وهي أن تبدئي بنصف حبة -5 مليجرام- من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناوليها يومياً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة -10 مليجرام- تناوليها ليلاً، استمري عليها لمدة 3 أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، وأنا على ثقة تامة أن هذا الدواء مفيد.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء، وبارك الله فيك، ونشكرك على ثقتك بإسلام ويب، وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: ( 261797 - 263659 - 263760 - 272262 - 269199 ).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً