الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم شاب لخطبتي يقال بأنه موسوس، فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدم لخطبتي شاب، وعندما سألنا عنه أحد أصدقائه قال بأنه موسوس، وذلك عندما يكون مجتمعا مع أصحابه، وكان أحدهم يتحدث فإنه يأخذه إلى ناحية، ويقوم بسؤاله ماذا تقصد؟ فسؤاله بماذا تقصد، على أساس أنه يعتقد بأنه هو المقصود في الحديث؟

فهل يعتبر هذا الموقف من الوسوسة أم الحساسية الزائدة، وهل أقبل به أم ﻻ؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن أصعب الأشياء أن تقيم شخصًا آخرًا حتى وإن كنت طبيبًا أو لك مقدرة وخبرات كبيرة، ولكن دون أن يتم مقابلة هذا الشخص؛ فإنه يصعب تقييمه تمامًا، وأنا بالطبع أقدر مشاعرك، وأقدر الذي ذكرته حول هذا الشاب، ومن حقك أن تتأكدي من أن زوجك سليم ومتوازن في مشاعره وأفكاره، ومستقر نفسيًا، وبعيد عن الوساوس، فهذا كله مطلوب قطعًا.

والمعلومة التي وصلتك حول هذا الشاب: لا أقول أنها تفتقد للمصداقية، ولكنها تفتقد إلى شيء من التمحيص؛ لأن هذا الصديق قد يكون لديه صعوبات مع هذا الأخ أو قد يكون هناك مواقف سلبية فيما بينهما، وهذا كله يجب أن يعتبر، حتى وإن اعتبرنا أنه موضوعي، وصاحب مصداقية، فأعتقد أن ما ذُكر حول هذا الأخ يجب ألا يكون سببًا في اتخاذ قرارك بأن لا تتزوجي به، ومن حقك بالطبع أن تقومي بالمزيد من البحث.

وفي بعض الدول هنالك فحص طبي ما قبل الزواج، وإن كان هذا متاح، فبالطبع سوف تكون فرصة سانحة لك لتفحصي نفسك طبيًا - وكذلك هو يفحص- وقطعًا سوف يُسأل: هل تعاني من قلق أو توتر أو وساوس أو شيء من هذا القبيل؟

والشخص الذي يعاني من هذه الأشياء، حتى وإن لم يقم بفحصه المعالج أو الطبيب، ولكن الطبيب في معظم الحالات سوف يُدرك، ويلاحظ إن كانت هناك علة وملاحظة، إذن هذه طريقة للتأكد.

والطريقة الثانية: أن يُسأل مباشرة دون أن يُشار بمصدر المعلومة، يقال له: (والله نحن سمعنا أنك في بعض الأحيان تكون قلقًا، وتأتيك بعض الأفكار الوسواسية، فوددنا أن نتأكد من ذلك دون أن نسبب لك حرجًا أو لأنفسنا)، وطبعًا لا يقال له ما هو مصدر المعلومة، وعلى ضوء إجابته تستطيعين أنت وأسرتك أن تتخذوا القرار.

أما ما يقوله حين يسمع كلاما في مجلس ما، ويسأل ماذا تقصد؟

بعض الناس لديهم شيء من الظنانية، وسوء التأويل، وعدم الطمأنينة للآخرين، وهذا أيضًا نسميه بالوسوسة، فبعض الناس لديهم حديث نفس، وبعض الناس من شدة وسوستهم وتدقيقهم يريدون أن يعرفوا هل كان تصرفهم صحيحًا أم غير صحيح أو من قالوا ممن هم معهم كانوا يقصدونه أو لا أو ماذا يقصدون، وهذا نوع من الإفراط في الحساسية الشخصية أو هو نوع من الوسوسة، وفي بعض الأحيان أيضًا يكون مقترنًا بعلة الشكوك الظنانية، وهذه طبعًا علة مهمة وضرورية، والشخص الشكاك كثيرًا ما تصعب العيشة معه.

إذن الوضع الأفضل هو المزيد من التمحيص، وأنا أؤيد الخطوة الثانية، وهي أن يُسأل مباشرة.

أعرفُ كمية الحرج والتخوفات في هذه المواقف، ولكن هذه هي الطريقة الأفضل.

وعليك أن تستشيري أسرتك، وأن تجمعي عنه المزيد من المعلومات أيضًا، فإن ذلك سوف يكون مفيدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً