الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب ولكنه سريع الغضب، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أرجو إفادتي في هذا الموضوع، أنا خطيبي يصلي، ولكنه عصبي جداً جداً، وعند العصبية يتلفظ بكلام جارح، ويعلي صوته، ويحب يفرض رأيه في كل الأمور!

ماذا أفعل؟ هل أكمل الخطبة أو أتراجع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

لا شك أن عصبية الرجل وسوء الخلق من أخطر الأشياء، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه) ودائمًا نحن نقول إن الدين فيه الأخلاق، بل الرسول - صلى الله عليه وسلم – بُعث متممًا لمكارم الأخلاق، وعندما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم – (دينه وخلقه) كان يقول: (من ترضون دينه وخلقه) كأن الأخلاق كُررت مرتين، وهذا دليل على أهمية الأخلاق في الزوج، لأنه حتى وإن كان متدينًا ولم يكن عنده أخلاق فإن العيش معه من الصعوبة بمكان.

لكننا بداية نريد أن نسأل عن الأمور التي يُعصِّب فيها، والأمور التي يُسارع إلى الغضب فيها، فإن هذه هي التي تُحدد، فإن الإنسان إذا غضب في مواطن غضبًا صحيحًا، وكان غضبه لله تبارك وتعالى، وكان غضبه في أمور تخدش المروءة والكرامة، فهذا يُعدُّ مكرمة.

أما إذا كان الغضب في غير مكانه، وكان غضبه عنيفًا، وكان غضبه كثيرًا، فهذا هو الأمر الذي يحتاج إلى وقفة، وحتى في هذه الحالة نحن نحتاج إلى أن نتعرف على الأمور التي تثير غضبه، فإذا كانت قليلة فإن عليك إذا تزوجته أن تتفادي نقاط الخلاف، والأمور التي لا يقبلها، والخطوط الحمراء، وهذا بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة، ولذلك قال أبو الدرداء لزوجه ليلة بنائه بها (إذا غضبتُ فرضّني، وإذا غضبتِ رضَّيتك، وإلا لم نصطحب).

حتى يكون قرارك صحيحًا – يا بنتي الفاضلة – ينبغي أن تنظري في أخلاق الرجل، في تعامله مع الآخرين، في تعامله مع أسرته، هل هذا الغضب مع كل الناس أم معك أنت وحدك؟ هل الغضب في أمور تستحق أم في أي أمر يغضب فيه؟ ثم ما هي الإيجابيات؟ إذا فرضنا أن هذه هي السلبية ما هي الإيجابيات التي نريد أن نضعها في الكفة الثانية، وطوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته.

الأمر الثالث بالنسبة لك: ما هي الفرص المتاحة، هل هناك فرص؟ هل هناك آمال؟ ما هي فوائد الارتباط به؟ وما هي أضرار الارتباط به؟ ما هي العواقب المترتبة في حال خروجك من حياة هذا الرجل أو تفويت هذه الفرصة؟ ثم ما هو رأي الأسرة؟ ما هو رأي أسرتك في هذا الخاطب الذي تقدم ليطلب يدك؟

بعد ذلك عليك أن تستخيري، والمسلمة إذا احتارت في أمر فإنها تصلي صلاة الاستخارة، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.

أيضًا نريد لأسرتك أن يأخذوا مزيدًا من الفرص للسؤال عنه، ومعرفة أخلاقه بين أصدقائه، وأخلاقه مع الكبير ومع الصغير، أخلاقه مع والديه، حتى تكوني رأيًّا وصورة واضحة، وعند ذلك نستطيع أن نتخذ معك القرار الصحيح، وتستطيعين أنت أن تأخذي القرار الصحيح، ونحن نرفض الاستعجال، لكننا ندعو إلى بحث عن إجابات للأسئلة التي أشرنا إليها.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً