الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبة هلع مفاجئة وأرق ووسواس بالموت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت مشكلتي من شهرين تقريباَ، صليت الفجر وعندما جئت أنام جاءتني رجفة وخفقان، وخوف شديد وأحسست بالإغماء، ثم حاولت أن أنام وأجبرت نفسي على النوم، بعدها جاءتني حالة خوف وقلق وتوتر، وخوف شديد من الموت، وأفكر طوال اليوم، وعندي صعوبة في النوم، أنا محافظة على صلاتي وأذكاري وأسمع الرقية الشرعية –والحمد لله-، حالياً أحس برجفة وخوف وخاصة عند النوم، وأخاف من الوحدة، وصار عندي وسواس مرضي في كل شيء.

أتمنى تفيدوني وشكراَ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مشاعل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحالة التي تمرين بها -إن شاء الله تعالى– بسيطة ونسميها بقلق المخاوف، وقد بدأت عندك بما نسميه بنوبة الهرع أو الفزع أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد، والذي قد يأتي دون أي مقدمات، لكن هناك بعض الأشخاص لديهم قابلية للقلق وللتوتر أصلاً، فهم أكثر عرضة من غيرهم لمثل هذه الحالات.

نوبات الهلع والفزع بعد أن تنتهي وتختفي وتُجهض، ربما يدخل الإنسان في شيء من القلق الوسواسي والشك –كما ذكرتِ–، وهذا شيء طبيعي جدًّا، لأن تجربة نوبة الفزع هي تجربة غريبة ومخيفة لصاحبها، لذا ما يتأتى عنها من مخاوف هو أمر متوقع.

أرجو أن تطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة–، ولا تضعي أبدًا هذه الحالة في تفكيرك حتى لا تشغلك، كما ذكرتُ لك هو نوع من قلق المخاوف وليس أكثر من ذلك، ويجب أن تصرفي نفسك واهتمامك لأشياء أخرى، اشغلي نفسك بالقراءة، والذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، والانخراط في الأنشطة الأسرية، هذا مهم جدًّا، ومارسي أيضًا أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وعليك بتمارين الاسترخاء فهي مهمة جدًّا.

وصف تمارين الاسترخاء: اجلسي على كرسي مريح –مثلاً- في مكان هادئ وأغمضي عينيك، ثم خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، واملئي صدرك بالهواء، ثم أمسكي الهواء لمدة أربع أو خمس ثوانٍ، ثم أخرجي الهواء ببطء وقوة عن طريق الفم، هذه تمارين بسيطة لكنها مفيدة جدًّا، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين على الأقل، وسوف تجدين فيه -إن شاء الله تعالى– فائدة كبيرة جدًّا.

إذن قمنا بشرح الحالة لك وطبيعتها، وتفهمك لحالتك -إن شاء الله تعالى– سوف يساعدك، وحدثناك عن آليات صرف الانتباه، وضرورة ممارسة تمارين الاسترخاء، هذا هو الذي أنصحك به، ولا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة على الأقل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً