الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أعاني من اضطراب وجداني؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 22 سنة، وقد عشت سنوات مريرة في حياتي نتيجة العديد من المشاكل الأسرية التي نتج عنها إصابة أختي بمرض الفصام، وعندما دخلت على الإنترنت للتأكد من المشكلة التي أصابت أختي قرأت عن الاضطراب الوجداني، ووجدت أن هناك عديداً من الأعراض موجودة في شخصي!

أنا أعاني تقلبات أحياناً في المزاج، لكن ليس تقلباً عنيفاً، فنتيجة ما حدث في حياتي أني أتعرض لحالات من الحزن والقلق والخوف، ولكن أحاول أن أساعد نفسي وأضع لنفسي مشاريع، لكنها ليست خيالية، وعندما يحدث شيء يسرني أفرح ويتحول الاكتئاب لفرح، بالنسبة لجنون العظمة فلا توجد، لكني أشعر أحياناً بالغرور، حيث أنني كنت أعمل في مجال كبير في المجتمع، وهو الإعلام.

بالنسبة للنوم، أنا اسهر حتى السابعة صباحاً، لكني تأتيني رغبة للنوم، أنام من 7 إلى 8 ساعات، لا أتحرك كثيراً.

أعاني من فقدان الشهية، لكن هناك أمر قد يكون هو السبب، حيث أنني أعمل (ريجيم) منذ شهور، وقد يكون أدى إلى تصغير معدتي، وفقدان شهيتي.

كما أقوم بالمرح في كثير من الأحيان، وأقوم بعادات جنسية خاطئة، العادة السرية، وأتلفظ بكلام خارج عن مزاحي! ليس لدي أصدقاء، حيث ابتعدت عنهم خلال فترة من فترات الاكتئاب، لكني لست منعزلاً أبداً وأتمنى الإختلاط بالناس، وأحب ذلك جداً.

أشعر بالذنب لأمور كثيرة فعلتها، والحزن على ما فاتني والقلق من المستقبل، وأحارب الخوف من عدد من الأمور، عن طريق الإقدام عليها، مثل خوفي من السفر أصبحت أسافر.

هل أنا مصاب بهذا الاضطراب؟

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اضطرابات المزاج كثيرة، ومتعددة جداً، فهنالك اضطراب المزاج الاكتئابي، وهنالك اضطراب المزاج ثنائي القطب بجميع أنواعه وأشكاله، وهنالك اضطرابات مزاجية مختلطة.

إذن الأمر يتطلب الكثير من التدقيق؛ لأن وسائل العلاج كثيرة ومتنوعة، مثلاً حالات الاكتئاب أحادي القطب إذا عولج المرض على هذا الأساس، وكانت الحقيقة هي الاضطراب الثنائي القطبية، فهذا قد يؤدي إلى مشاكل وصعوبات كثيرة، فنحن دائماً ننصح الإخوة والأخوات الذين لديهم اضطرابات مزاجية بأن يراجعوا الأطباء، وذلك لتأكيد وتأصيل التشخيص، هذا مهم.

أرى أن لديك بعض مؤشرات اضطراب المزاج، لكنها قد لا ترقى أبداًً للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، حيث إن اضطرابات المزاج كثيرة ومتعددة.

أعتقد أن الأمر المطلوب هو أن تنظم نومك، وتنام النوم الليلي، فهذا هو الصحيح، ويؤدي إلى الاستقرار البدني، والاستقرار الدماغي، وتكون الموصلات العصبية في حالة جيدة جداً.

عليك أن تمارس الرياضة، وتجنب العادة السرية، ففيها ضرر كبير وبليغ، ويجب أن تحسن إدارة وقتك، وترتبه، وتكون فعالاً في حياتك بصفة عامة، وستجد التحسن والاستقرار قد طرأ على حالتك، وإذا لم يحدث ذلك فأقول لك إنه من الأفضل أن تقابل الطبيب النفسي، ولن يكون من الحكمة أن أرشدك إلى أحد مثبتات المزاج؛ لأن حالتك أعتقد أنها في نطاق الحالات البسيطة؛ ولأنها قد لا تحتاج إلى وصفة علاج دوائية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية حسام المالكي

    بارك الله فيكم وزادكم علما , أنا أعاني مثل هذا الشخص لكن بقوة شديدة أنا أخاف من الماضي وأتندم لأني مافعلته

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً