الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أفضل علاج للرهاب وافتقاد الثقة بالنفس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شريت دواء السيروكسات 25، وكنت أحس بعدم ثقة بالنفس، وأعاني من رهاب المجتمع، والخجل، ولكن من بعد استخدامي للدواء شعرت بتحسن خفيف، ولكن المشكلة أعراضه أزعجتنى كثيراً! مثل: الصداع، والتثاؤب، والكسل، والنوم الزائد، واضطرابات الشهية.

كنت آكل حبة كاملة؟ هل لي أن أخفف الجرعة وتختفي الأعراض؟ وكيف أعرف أني مصاب بالرهاب؟ وهل السيروكسات يتعارض مع مشتثات البروتين والمكملات الغذائية.

أرجوكم أن توضحوا لى، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

توجد إشكالية حول تشخيص حالتك، وأنت ذكرت ذلك بصورة واضحة، ونحن دائماً نحتم ونقول إن تأكيد التشخيص هو المفتاح للعلاج الصحيح؛ لأن المرض يعالج بالدواء الصحيح، وإذا كان التشخيص خاطئاً قطعاً سيكون العلاج خاطئاً.

يصعب عليّ أن أضع لك القوائم الطويلة لمرض الرهاب، وهي متعددة وكثيرة، وكل إنسان له نظم وأعراض يعتمد فيها على تشخيص حالته، ربما يكون تشخيص حالتك الصحيح هو الرهاب، والذي يتمثل في عدم القدرة على المواجهة، والانزواء وافتقاد الثقة بالنفس، والخوف من الفشل أمام الآخرين، وتجنب المواجهات، وهذا كله من أعراض الرهاب الاجتماعي.

حقيقة أؤكد لك أن أفضل وسيلة لك هي مقابلة الطبيب، قبل أن تدخل في أي نوع من العلاج، والرهاب الاجتماعي كثيراً ما يتداخل مع الخجل والحياء، ولكلٍ طريقة في التعامل معه.

عقار الزيروكسات هو من الأدوية الممتازة والفاعلة لعلاج المخاوف، خاصة الرهاب الاجتماعي، وكذلك الوساوس، وقطعاً هذا الدواء له بعض الآثار الجانبية السلبية، والتي يمكن أن يقلل منها، بأن تبدأ بالجرعة تدريجيا، ثم يتم بناءها حتى تستكمل الدورة العلاجية بصورة صحيحة، ثم مرحلة الوقاية، ثم مرحلة التوقف التدريجي عن الدواء.

مثلاً بالنسبة لجرعة 25 هذه قطعاً جرعة كبيرة في البداية؛ لأنها جرعة علاجية، ولذا نحن في الأصل نفضل في أن يبدأ الناس ب12.5 مليجرام، أو ربع حبة، أي ستة وربع مليجرام.

ليس هناك داع للعجلة، والبدايات التمهيدية البطيئة دائماً هي الأفضل، لا تشوش على الإنسان، ولا تنفره من العلاج، ولا يحس الإنسان فيها بأي تغير حقيقي فيما يخص الأعراض الجانبية، ثم يتم بناء الجرعة تلقائياً مثلاً الاستمرار على جرعة 12.5 مليجرام لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم ينتقل الإنسان إلى جرعة الـ 25 ، وهي قطعاًُ جرعة علاجية ممتازة، تفيد معظم الناس، الفترة العلاجية يجب أن تكون من شهرين إلى ثلاثة، بعد الشعور بالتحسن، بعد ذلك يبدأ الانخفاض التدريجي للدواء، ويتم سحبه.

هذه هي الخطة العلاجية، وتوجد أدوية أخرى مفيدة مثل عقار سيرترلاين، وهو قليل الآثار الجانبية، والزيروكسات بصفة عامة لا يتعارض مع مشتقات البروتين، والمكملات الغذائية.

مهما كان تشخيص حالتك، من الضروري أن تأخذ بالآليات العلاجية غير الدواء، كوسائل مكملة ومعضدة للعلاج الدوائي.

الرزمة العلاجية يجب أن تكون واحدة ومكتملة، ويأخذ الإنسان بجميع الجوانب، تناول الدواء، والجوانب السلوكية، الجوانب الاجتماعية، حسن إدارة الوقت والرياضة، والحرص على العبادة، وأن يكون الإنسان دائماً إيجابياً ونافعاً لنفسه ولغيره، هذه كلها وسائل علاجية مهمة ونافعة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً