الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والقلق حرمني نوم الليل... فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

قبل شهرين سافرنا, وكنت سهرانة, وعند الوصول ليلا أتاني خوف من عدم النوم, ونمت 5 ساعات, واليوم التالي نسيت هذا الأمر, وعدت أنام بأمان, وبعد السفر بخمسة أشهر عاد نومي من الفجر إلى العصر, وبعدها تلخبط نومي, وتأخرت إلى 11 صباحا, ونمت نوما متقطعا, وبعدها في اليوم التالي سهرت إلى الليل, ولم أنم إلا ثلاث ساعات, وفي الفجر نمت نوما متقطعا خمس ساعات من القلق والخوف من عدم النوم.

زاد الخوف والقلق من عدم النوم طوال اليوم, أفكر بالنوم, ومزاجي سيء من الخوف, ولم أنم لمدة يومين.

ذهبت للمشفى فأعطوني حبة مهدئ, ونمت وقتها في الفجر؛ لأن عندي خوفا من نوم الليل, وأصبحت بعدها أنام الفجر نوما متقطعا.

بعدها عرضت نفسي على شيخ, عالجني بالرقية الشرعية, وتحسنت, وخف القلق والخوف, وصرت يومين أنام من الفجر إلى العصر متواصلا, وباقي الأسبوع من الظهر إلى 4 عصرا, وأحيانا أنام ساعتين نوما خفيفا.

أريد أن أنام الليل, أريد علاجا لهذا الخوف والقلق, لا أريد حبوبا, أخاف من إدمانها وآثارها الجانبية, وظروفي لا تسمح لي أن أذهب لطبيب نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فجسم الإنسان يحتاج للنوم، والنوم هو حاجة غريزية وفطرية وأساسية مثل الأكل والشراب، وجسم الإنسان خلقه الله تعالى وأعدَّه في أحسن تقويم وتفصيل وتناسق عجيب، والنوم له آلياته وله مساراته النفسية والفسيولوجية والهرمونية والتشريحية، وأهم ضابط لنوم الإنسان هو أن يكون درجة النوم نومًا ليليًّا، هذا هو النوم الأفضل، خاصة بالنسبة للذين عمرهم دون ثلاثين عامًا.

الترتيب البيولوجي والتناغم النفسي الدقيق يجعل النوم الليلي هو الأفضل، وليصل الإنسان إلى هذه الغاية لا بد أن يعتمد على ما يسمى بالصحة النومية الصحيحة، والصحة النومية الصحيحة تتطلب:

أولاً: أن يكون نومك نومًا ليليًّا.

ثانيًا: تجنب النوم النهاري خاصة بالنسبة لصغار السن، مهما كانت الظروف لا يسمح بالنوم نهارًا.

ثالثًا: تجنب تناول الميقظات في فترة المساء، ونقصد بذلك (الشاي – القهوة – الكولا – البيبسي – الشكولاتة – النسكافيه – وكابتشينو) وكل ما يحتوي على مادة الكافيين، ومادة الكافيين مادة مثيرة ميقظة لبعض الناس، وتمنع النوم عند البعض.

رابعًا: ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية، وفي حالتك قطعًا التمارين التي تناسب الفتاة المسلمة.

خامسًا: التهيئة للنوم، ونقصد بذلك أن يأتي الإنسان فراشه مسترخيًا مطمئنًا خالي الذهن ومهيأ نفسه للنوم، وأن يكون الفراش معدًّا بالصورة الصحيحة، وألا تكون هنالك ضوضاء، وأن يستعين الإنسان بأذكار النوم، ويكون مقتنعًا بأنها سوف تفيده، وأنها ذكر وعبادة وأجر وعلاج.

ويضاف إلى ذلك: البعض يفضل ألا يذهب إلى الفراش أصلاً إلا بعد أن يحس بشيء من النعاس، والنعاس قد لا يأتي من الليلة الأولى أو حتى الثانية، لكن بترتيب الساعة البيولوجية، وأن يُهيأ الإنسان نفسه ويذهب للنوم في وقتٍ ثابت، هذا قطعًا سوف يجعل النوم منتظمًا وعميقًا.

من الضروريات أيضًا والمهمة لتنظيم النوم هي تجنب الأكل أثناء الليل، ووجبة العشاء لمن يتناولها يجب أن تكون خفيفة ومبكرة.

ما يعتريك من خوف يجب أن يتم تجاهله، وإذا نظمت نفسك بهذه الطريقة سوف ينتظم نومك، وسوف يزيل قلقك وكذلك توترك، وأنا أنصحك بالإكثار من تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تقوم مقام الأدوية في حالات القلق والتوتر وهي مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتطلعي عليها، وتطبقيها بكل دقة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا رودينة شلابي

    اشكرك

  • الجزائر حميدة القالة الجزائر

    بوركت اخي الفاضل شكرا

  • لبنان اماني

    شكرا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً