الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت للاعتداء الجسدي والتحقير في صغري وأفكر بالانتقام الآن.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 17سنة، هناك من أساء إلي بالاعتداء الجسدي، وكان الناس يحتقروني عند صغري؛ والآن أفكر بالانتقام منهم كلهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى هذه الاستشارة.

طبعا أفهم من كلامك أن هذا الاعتداء الذي تعرضت له هو اعتداء جسدي ولم يتخلله شيء من الاعتداء الجنسي؛ لأن التعامل معهما مختلف.

كنت أتمنى لو كتبت لنا متى تم هذا الاعتداء الجسدي؟ هل هو في الطفولة أم الآن وأنت في سن الشباب؟ بالرغم من ذكرك أن "التحقير" كان قد تم في الطفولة.

سواء تم هذا الاعتداء في الطفولة أو في سن الشباب فلا شك أنه أمر صعب على الإنسان التكيّف مع الحياة بعد هذا الاعتداء، سواء في ثقة الإنسان في نفسه حيث تضعف هذه الثقة، أو في علاقاته مع الناس حيث تتكون عنده ردة فعل سلبية من كثير من الناس، مما يعيقه من إقامة علاقات إنسانية طبيعية.

كل هذه المشاعر السلبية يمكن تجاوزها من خلال الزمن وخاصة من خلال الاعتناء بالذات، والعمل على تجاوز تلك المرحلة، حيث من مصلحتك ألا تبقى أسير تلك المرحلة، وألا يكون الذي اعتدى عليك قد حقق الكثير مما كان يريد تحقيقه، والأفضل أن تبطل مشروعه، ولا تسمح له بأسرك في مضاعفات ذلك الاعتداء.

ما يفيدك كثيرا هو بحث موضوع "الانتقام" بحيث لا تجعله يطول عندك كثيرا بالتفكير؛ فإذا كان لديك طريقة معقولة وقانونية للانتقام، كأن تشتكي من اعتدى عليك لجهة ما إلا أن يكون هذا الاعتداء قد تمّ منذ سنوات، فربما يفيد "نسيان" الأمر، وتجاوز تلك المرحلة.

قد رأيت أناسا يعيشون ولسنوات طويلة أسرى لحدث جرى معهم في حياتهم، بينما كان بإمكانهم تحرير أنفسهم مما حدث، والنظر إلى المستقبل بشكل صحيّ وسليم.

حاول أن تعتني بنفسك من ناحية نمط الحياة، من ناحية الأنشطة الحياتية المختلفة، كالنوم والتغذية والرياضة والعلاقات الاجتماعية.

هذا التوازن في حياتك سيرفع ثقتك في نفسك، ويعينك على تجاوز ما حدث، ومن دون أن تبقى في أسر تلك الأيام.

أعانك الله على تجاوز ما حدث، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً