الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من قضم الأظافر وقضم الشفاه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من عادتين ملازمتين لي منذ الصغر، وهما قضم الأظافر، وقضم الشفاه! فهل لهاتين العادتين علاقة بالحالة النفسية؟ وما هي الطرق للتخلص من هاتين العادتين؟

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هنالك ما يعرف بالسمات أو المتلازمات العصابية التي تظهر في فترة الطفولة، ومنها قضم الأظافر وقضم الشفاه، ومص الأصبع، هذه ظواهر معروفة أنها ترتبط بالطفولة لدى بعض الناس، وقد وُصفت بأنها متلازمات عُصابية، يعني أنها تعبير عن وجود قلق ما لدى الطفل، لكن لا نعتبرها مرضًا حقيقيًا في تلك المرحلة.

هذه الحالات تختفي بنسبة ستين إلى سبعين بالمائة، لكن مع بعض الناس قد يستمر الأمر، وتُصبح الحالة عادة أكثر مما هي تعبير عن حالة قلقية أو مرض؛ لأن التكرار الذي ينتج عنه نوع من المردود الإيجابي يُصبح عادة مكتسبة يفتقدها الإنسان إذا لم يمارسها، والمردود الإيجابي في حالة قضم الأظافر أو مصها هو التنفيس عن القلق الداخلي، والتنفيس الجسدي يُعادل أو يوازي التنفيس النفسي.

هذا هو التفسير لمثل هذه الحالات، وكما ذكرت لك لا نعتبرها مرضًا، بل هي صفة أو سمة أو ظاهرة قطعًا يفضل التخلص منها.

أنت لم تذكر عمرك، لكن أيًّا كان عمرك أعتقد أنك الآن على وعي وإدراك تام بأن هاتين العادتين غير مقبولتين.

الإنسان إذا استوعب استيعابًا دقيقًا وتفهم عادته وسلوكه وما يمارسه من طباع تفهمها، ويعرف ما هو إيجابي منها وما هو سلبي، بعد ذلك يستطيع أن يتخذ قرارًا بالتخلص من العادة أو بتشجيعها وتثبيتها إن كانت عادة جيدة، قطعًا هذه العادة ليست عادة جيدة، ليست مقبولة اجتماعيًا، وإدراك هذا الأمر في حد ذاته سوف يؤدي إلى نوع من التنفير الداخلي من هذه الحالة.

بعد ذلك تأتي لعلاجات سلوكية مخصصة تسمى التعريض مع منع الاستجابة، ومن هذه التمارين البسيطة هي: أن تضع أصبعك بين شفتيك كأنك تريد أن تقضم الظفر، لكن لا تقوم بذلك، بل انزع يدك وقم بالضرب عليها بشدة على جسم صلب حتى تحس بشيء من الألم، كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل ثلاث مرات في اليوم.

الهدف من هذا التمرين هو أن تربط بين العادة العُصابية التي أخذت النمط الوسواسي، تربطها باستشعار مقزز أو غير مرغوب فيه، وفي هذه الحالة هو إيقاع الألم على النفس من خلال الضرب على يدك.

هذا التمرين بالرغم من أنه بسيط وربما يكون مضحكًا بعض الشيء لكنه يقوم على أسس علمية، إذا نفذته وطبقته بوعي وإدراك وقناعة فإن شاء الله تعالى تجده مفيدًا، ونفس الأمر ينطبق على موضوع قضم الشفاه.

إذن التصور الذهني المعرفي للابتعاد عن هذه العادات ومن ثم التطبيقات السلوكية.

أمر آخر هو: تطبيق تمارين الاسترخاء، الإنسان يحتاج للاسترخاء، وهذه العادات كما ذكرنا بالرغم من أنها أصبحت عادة نمطية تكرارية إلا أنها تعبر عن شيء من القلق، لذا يعتبر الاسترخاء مهمًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلع عليها وتطبق كل ما بها من تمارين وإرشادات.

أمر آخر نلفت النظر إليه وهو مهم جدًّا، وهو: أن تمارس أي نوع من الرياضة، وأن توجه وقتك التوجيه الصحيح، وتستفيد من إدارة الوقت فيما هو نافع.

أعتقد أن هذا هو كل الذي تحتاج إليه، وإن شاء الله تعالى هذه العادة تتلاشى بالتدرج، وحتى تلقائيًا يعرف عنها أنها تنتهي وتختفي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب Ibtissam

    merci bcp

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً